روى أهل اللغة أن أعرابيًّا جاء بابنه إلى الإمام الخليل بن أحمد الفراهيدي ، ليُعلّمه ويفتح له أبواب البيان والبلاغة.
نظر الخليل إلى الفتى، يريد أن يختبر فصاحته، فقال له:
امدح هذه النخلة
فأجاب الفتى بلسانٍ فصيح وذهن حاضر:
حُلوٌ مجتناها، باسقٌ منتهاها، نَضِرٌ أعلاها.
أعجب الخليل بسرعة الجواب، وأراد أن يرى قدرته على النقيض، فقال له:
فذمّها !
فقال الفتى بلا تردّد:
صعبةُ المرتقى، بعيدةُ المُرتجى، محفوفةٌ بالأذى.
فدهش الخليل، ورفع بصره إلى الأب، ثم التفت إلى الفتى قائلاً:
يا بُنيّ، نحن إليك بالتعلُّم أحوج