تشتهر ليبيا بزراعة الزيتون وتصديره وتحظى شجرته برمزية عالية لدى الليبيين على غرار التمور وقد استوطنت الساحل الليبي منذ أقدم العصور.
إنتاج عالمي
ووفقاً لترتيب «منظمة الأمم المتحدة للزراعة والأغذية» (فاو)، فإن ليبيا تحتل المرتبة الحادية عشرة على مستوى الإنتاج عالمياً خلف المغرب وتونس والجزائر.
والزيتون من الأشجار المعمّرة، إذ يتجاوز عمر أشجاره مائة عام، وأكثر في بعض المناطق، مثل بني وليد ومسلاتة وغريان، التي تشتهر بمزارعها الوارفة أما ترهونة فتعتبر من أشهر المدن التي تنتج الزيتون.
إحصاء
ولا توجد إحصائيات حديثة في ليبيا، إلا أن هناك مَن يؤكد على وجود قرابة عشرة ملايين شجرة زيتون في عموم البلاد فوق 2% فقط من الأراضي الصالحة للزراعة في البلد البالغة مساحتها 1,76 مليون كلم مربع.
وتجني ليبيا في المعدل 150 ألف طن من الزيتون في السنة يذهب القسم الأكبر منها إلى المعاصر لإنتاج 30 ألف طن من الزيت.
تحديات
ولكن زراعة الزيتون في ليبيا لا تزال تمارس بأسلوب تقليدي في غياب مصانع متخصصة في التعبئة والتعليب بشكل خاص. وعلى امتداد عدة سنوات، كان تصدير الزيت يقتصر على مبادرات المزارعين الفردية.
كما تواجه زراعة الزيتون مشكلة أخرى تتمثل في التوسع العمراني العشوائي الذي بدأ منذ سنة 1969 وأدى إلى اقتلاع مساحات من أشجار الزيتون.
تسلسل تاريخي
أما عن تاريخ شجرة الزيتون فهو ضارب في القدم حيث يرى الباحث (ج.كونتر) أن الليبيين عرفوا الزراعة قبل الفنيقييين وينمو القمح والشعير والزيتون والتين برياً وذكر (سكيلاوس scylacis )إن قبائل الليتوفاجي كانوا يملكون أراضي زراعية كبيرة في أقليم المدن الثلاث تنتج الزيت بالإضافة للقمح والشعير
ويقول الباحث (أوريك بيتس): إن القبائل الليبية ليسوا كلهم بدو رحل بل لكل قبيلة أرضها وحدودها ومن الحفريات نعرف أنهم عرفوا الزراعة كما بنى النسامونس صهاريج لجمع الماء وزرعوا في الواحات.
وقام الفنيقيون فيما بعد بالاهتمام بزارعة الزيتون وتلقيمه وإدخال تحسينات وإنشاء معاصر ومصانع فقد عثر على مصنع به 9معاصر وانتشرت صناعة الخوابي(Amphorae) مثل التي عثر عليها في مقبرة الماية بجنزور، مما جعل الساحل الليبي يسيطر على تجارة الزيت .
التاريخ المعاصر
وسنة 1911م احتل الإيطاليون ليبيا واستولوا على المزارع وصادروا الأراضي وسلموها لمستوطنين من إيطاليا واستحوذوا على زراعة الزيتون وتصدير الزيت والزيتون.
وفي العهد الملكي اهتم الملك إدريس بالزراعة واستصلحت أراضي كثيرة وأسست مشاريع زراعية في مناطق متفرقة .
وفي العهد الجمهوري والجماهيري حتى الثمانينات قامت الدولة بإنشاء مزارع وتوزيعها مجانا على المواطنين تتضمن أشجار الزيتون وأقيمت مشاريع واستصلحت أراضي كثيرة ودعم المزارعين بالأدوات والبذور.
وفي التسعينات تعرضت ليبيا للحصار وقل الاهتمام بالزراعة وأهملت المشاريع الزراعية في السنوات التي تليها وانخفض الإنتاج الزراعي كثيراً وبعد 17 فبراير تسببت الحرب والفوضى السياسية في انخفاض الإنتاج كثيراً لكن الأمر تحسن في السنوات الأخيرة وبدأ المواطنون يعودوا للاهتمام بالزراعة وخاصة شجرة الزيتون .