الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2025-06-30

10:12 صباحًا

أهم اللأخبار

2025-06-30 10:12 صباحًا

الموقف السياسي المصري يتجلى من قافلة الصمود ونشطاء يدعمونه ومخاوف من تأويل المشهد

Wide Web

مع اقتراب “قافلة الصمود” المغاربية من الحدود المصرية، يتصاعد القلق من موقف القاهرة منها ومدى إمكانية السماح لها بالدخول لمصر.

وفي هذا الصدد أكدت الهيئة التسيرية لقافلة الصمود أن القافلة ليست ذات طابع سياسي أو أيديولوجي محدد، بل هي قافلة شعبية مغاربية تضم مواطنين ومواطنات، من بينهم بعض الفاعلين المدنيين متنوعي الانتماءات، مشددة على أن القافلة لا تتخذ أي موقف منحاز ضد القاهرة، وأن تواصلها مع السلطات المصرية يقتصر على الجوانب القانونية والإدارية والأمنية المتعلقة بمسار القافلة على الأراضي المصرية، مثلما هو الحال مع السلطات الجزائرية والتونسية والليبية.

الموقف الرسمي المصري

في المقابل صدر أمس أول تعليق رسمي على هذه القافلة، حيث قالت الخارجية المصرية إنها «ترحب بكل الجهود الدولية الداعمة للقضية الفلسطينية»، واشترطت «الحصول على موافقات مسبقة لتنظيم زيارات للحدود المحاذية لغزة، فضلاً عن ضرورة الحصول على تأشيرات لدخول مصر أولاً».

وأضاف البيان أنه «في ظل الطلبات والاستفسارات المتعلقة بزيارة وفود أجنبية للمنطقة الحدودية المحاذية لغزة (مدينة العريش ومعبر رفح) خلال الفترة الأخيرة، وذلك للتعبير عن دعم الحقوق الفلسطينية، تُؤكد مصر على ضرورة الحصول على موافقات مسبقة لإتمام تلك الزيارات. وأن السبيل الوحيد لمواصلة السلطات المصرية النظر في تلك الطلبات هو من خلال اتباع الضوابط التنظيمية والآلية المتبعة منذ بدء الحرب على غزة».

وأضافت الخارجية في بيانها: “وتشدد مصر على موقفها الثابت الداعم لصمود الشعب الفلسطيني على أرضه، والرافض للانتهاكات الإسرائيلية الصارخة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتؤكد على أهمية الضغط على إسرائيل لإنهاء الحصار على القطاع والسماح بالنفاذ الإنساني من كافة الطرق والمعابر الإسرائيلية مع القطاع”.

تنسيقية العمل من أجل فلسطين

في المقابل قالت عضو «تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين» التي تشرف على تنظيم القافلة، وفاء كشيدة إن «البيان المصري يعد إيجابياً، حيث شدد على أهمية الضغط على إسرائيل لإنهاء الحصار على غزة وهذا هو هدف القافلة».

وأوضحت أن «التنسيقية أرسلت خطاباً للسفارة المصرية في تونس قبل انطلاق القافلة، وهذا يتفق مع الضوابط التي تحدثت عنها الخارجية المصرية»، مشيرة إلى أنه بشأن التأشيرات فـ«يمكن إيجاد حل لهذا الأمر والحصول على التصاريح اللازمة للمشاركين قبل بلوغهم الأراضي المصرية».

وشددت على أنه «تم فحص جميع المشاركين بالقافلة ولا يوجد بينهم من له انتماءات أو آيديولوجيات تخالف السياسة المصرية أو التونسية أو الليبية»، وهي ثلاثة بلدان على تقارب كبير حالياً.

الموقف الإسرائيلي

من جهة أخرى طالب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، السلطات المصرية بمنع قافلة “الصمود” التضامنية مع غزة والساعية إلى “كسر الحصار الإسرائيلي” من الوصول إلى القطاع الفلسطيني، وأضاف: “أتوقع من السلطات المصرية أن تمنع وصول المحتجين الجهاديين إلى الحدود المصرية الإسرائيلية وألا تسمح لهم بالقيام باستفزازات أو محاولة دخول غزة”.

لازالت مصر بين مطرقة الضغط لمساعدة الشعب الفلسطيني وبين سندان المخاطر والتحديات التي تواجه أمنها القومي من ناحية والمخطط الصهيوني لإبادة الشعب الفلسطيني من ناحية أخرى.

ابتزاز مصر

وفي هذا الصدد اعتبر العشرات من الكُتاب والمثقفين أن هذه القافلة هي ابتزاز لمصر منددين بالهجمات الإعلامية المغرضة التي تتعرض لها، حيث تساءل الروائي الجزائري بشير مفتي ما المطلوب من مصر أن تفعله؟ وقال “نعيش عربيا في فترة حرجة مليئة بالصراعات الجيوسياسية والمخاطر الأمنية الكبرى وكل الدول العربية مهددة اليوم في وجودها وغزة هي مرحلة اختبار لبقاء شيء من الروح لهذه البلدان العربية التي يوحدها تاريخ طويل وآلام وأمال شعوبها في أن تجد يوما أمنها وطمأنينتها وتعيش بحرية وسلام لهذا لا داعي للكلام السيء عن مصر دولة وشعبا التي يقع على عاتقها اليوم حماية نفسها هي الأخرى من الشرور الصهيوأمريكية التي تتربص بها ويكفي مصر أنها رفضت تهجير شعب غزة إلى سيناء رغم ما قد يكلفها ذلك من ثمن باهض”.

احتفالية فولكلورية

أما الفنان والكاتب المصري حسين جبيل: “اختارت قافلة “الصمود” المغاربية أن تعبر آلاف الكيلومترات، لتكسر الملل الرمزي للنشطاء، في احتفالية فولكلورية ترتدي ثوب البطولة وتبيع الوهم كرسالة، مضيفا حين تتحول المأساة الفلسطينية إلى فرصة لالتقاط الصور عند بوابة رفح، أو لرفع شعارات حماسية فوق حافلات تائهة، فاعلم أن القضية لم تمت، لكنها تُستعمل.

التحركات العشوائية

أما ميرال جلال الهريدي، عضو مجلس النواب المصري وعضو لجنة الدفاع والأمن القومي، أن مصر لن تتأخر يومًا عن مساندة القضية الفلسطينية والدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ومواجهة الانتهاكات الإسرائيلية القائمة على الحصار والقتل والتجويع ومحاولات التهجير.

وانتقدت عضو مجلس النواب انطلاق قافلة “صمود” نحو معبر رفح دون تنسيق مسبق مع الجهات المعنية، ووصفت الأمر بأنه تصرف عشوائي يمثل مساسًا مباشرًا بالأمن القومي المصري، مشددة على أن مثل هذه الممارسات غير المنضبطة لا تعكس حرصًا حقيقيًا على دعم القضية الفلسطينية.

وأضافت: “مصر تظل في مقدمة المدافعين عن فلسطين وقضيتها العادلة، بينما كان الآخرون يلتزمون الصمت ويغضون الطرف عن الجرائم الإسرائيلية”، مؤكدة أن دعم مصر لغزة سيظل مستمرًا عبر القنوات المشروعة وبما لا يعرض أمنها واستقرارها للخطر.

واختتمت الهريدي بتجديد تأكيدها أن القاهرة حريصة على تسهيل مرور المساعدات وكسر الحصار عن غزة، لكنها في الوقت ذاته لن تقبل بأي محاولات تهدد أمنها القومي أو تعرض المشاركين في تلك التحركات العشوائية للمخاطر.

آثار سلبية

لم يذهب عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب المصري يحيى كدواني، بعيدا حيث أكد أن بيان وزارة الخارجية المصرية بشأن “قافلة الصمود” يعبر عن المصالح العليا للشعبين المصري والفلسطيني وعدم استغلال هذه الأحداث لتحقيق مآرب شخصية وأيديولوجيات خاصة للاتجاهات السياسية لدول المغرب العربي.

وأضاف أن مصر دولة لها سيادة وتقدر الأمور، حيث أنه من الممكن أن يكون لـ “قافلة الصمود” آثار سلبية غير مرغوب فيها.

موقف سياسي واضح وقانوني أعلنته مصر تزامن مع استمرارها في محاولات وجهود دعم القضية الفلسطينية على كافة الصعد والمستويات، اتفق معه مثقفون ونشطاء ونواب عن الشعب المصري.

هدى الغيطاني

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة