استقبلت رواندا خلال الأيام الماضية 70 من وحيد القرن الأبيض الجنوبي من جنوب إفريقيا، في عمليتين الأكبر لنقل هذا النوع على الإطلاق إلى البلاد.
وتم نقل وحيد القرن الأبيض الجنوبي – وهو نوع فرعي من وحيد القرن الأبيض – إلى منتزه أكاجيرا الوطني في شمال البلاد وبالقرب من الحدود مع تنزانيا، في عملية مشتركة بين الحكومة الرواندية ومنظمة الحدائق الإفريقية غير الحكومية في جنوب إفريقيا وشركاء آخرين في مجال الحفاظ على البيئة.
وكما أوضح مدير الحديقة، لاديسلاس نداهيريوي، لوكالة الأنباء الإسبانية EFE، فقد قطعت هذه الحيوانات وحيد القرن الأبيض مسافة 3400 كيلومتر، وتمت إدارتها بعناية لضمان سلامة ورفاهية الحيوانات.
ويهدف هذا المشروع الطموح إلى إنشاء مجموعة آمنة للتكاثر ودعم الحفاظ على هذا النوع على المدى الطويل، والذي يتعرض لتهديد متزايد بسبب فقدان الموائل والصيد الجائر.
وأوضح نداهيريوي أن “هذا الحدث يمثل علامة فارقة مهمة في الحفاظ على وحيد القرن ويظهر التزامنا الجماعي بحماية وإدارة منتزه أكاجيرا الوطني على نحو مستدام”.
وأضاف أن “إعادة إدخال هذا النوع من الحيوانات من شأنه أن يثري التنوع البيولوجي في بلادنا ويزيد من جاذبية عروضنا السياحية التي تركز على الحياة البرية ذات القيمة العالية”.
مع وجود ما يقدر بنحو 17 ألف عينة في البرية، وفي مواجهة الصيد الجائر المتزايد، يمثل هذا النقل خطوة حاسمة نحو الحفاظ على هذا النوع الرمزي.
وكان وحيد القرن الأبيض الجنوبي على وشك الانقراض في أوائل القرن العشرين، لكنه عاد بفضل جهود الحفاظ المكثفة.
ومع ذلك، فإنها لا تزال تواجه تهديدات خطيرة، وخاصة بسبب الطلب غير المشروع على قرنها، الذي يحظى بتقدير كبير في بعض الأسواق.
وتعمل رواندا على تعزيز نفسها كلاعب متزايد الأهمية في الحفاظ على البيئة في أفريقيا، حيث تضاف هذه العملية إلى العملية التي تم تنفيذها في عام 2021، عندما تم إدخال 30 وحيد قرن أبيض إلى أكاجيرا.
قبل هذه المبادرات، كان لدى البلاد بالفعل أكثر من 20 وحيد قرن أسود في أراضيها.