مادلين كُلاب، فتاة أيقونة، اطلق اسمها على سفينة كسر حصار غزة، فمن هي هذه الفتاة الفلسطينية.
كُلاب هي أول فتاة من غزة تعمل كصيّادة سمك، برزت قصتها عام 2011، حين قُدِّم فيلم وثائقي قصير عنها يُعرف باسم “مادلين”، للمخرجة رهام الغزالي، يسلط الضوء على تحدّيها الباكر لصيد السمك ومساعدة أسرتها بعد أن مرض والدها .
بدأت نزول البحر وهي في سن ست سنوات، بدأت رحلتها وهي في السادسة من عمرها، ترافق والدها الصياد، وتعلّمت منه أسرار المهنة، وعندما أصيب بالشلل، كانت مادلين، رغم صغر سنها، أول من حمل المجداف وأعال أسرتها.
تحدّت الحصار البحري، وتقاليد المجتمع الذي تعود على الصيادين لا الصيادات، واستمرت في الدراسة والعمل، حتى صارت أول وأصغر صيادة محترفة في القطاع.
لم تكتفي ذلك بل علّمت فتيات غيرها، وأسست ناديًا نسائيًا للصيد، وواجهت فقد والدها ومصدر رزقها في الحرب، لكنها بقيت صامدة.
على مدار السنوات الماضية وبسبب الاحتلال تم تدمير مركبها عدة مرات، لكنها تمكنت من الوقوف على أقدامها مرة أخرى والعودة للصيد حتى جاءت الحـرب الأخيرة التي فقدت فيها أباها ومركبها.


سفينة مادلين
ألهمت قصة مادلين ناشطي “ائتلاف أسطول الحرية”، ليطلقوا اسمها على السفينة رقم 36، التي حاولت الوصول إلى قطاع غزة، محملة بكمية رمزية من المساعدات، بهدف “كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة”.
وهدف الائتلاف من اختيار هذا الاسم إلى “تسليط الضوء على المعاناة التي تعانيها فئة الصيادين في غزة ولدعم النساء أيضاً في القطاع”.
وكانت السفينة “مادلين” قد وصلت مساء الاثنين إلى ميناء أشدود الإسرائيلي، بعد أن اعترضتها إسرائيل فجراً أثناء محاولتها الوصول إلى قطاع غزة، وهي تحمل مساعدات إنسانية وعلى متنها 12 ناشطاً مؤيدين للقضية الفلسطينية.

ومن أبرز أعضاء طاقم سفينة “مادلين” غريتا ثونبرغ وهي ناشطة بيئية سويدية مشهورة عالميًا في مكافحة تغير المناخ، ريما حسن وهي عضوة البرلمان الأوروبي من أصل فلسطيني، ناشطة في حقوق الإنسان، تياغو أفيلا وهو ناشط برازيلي في مجال العدالة الاجتماعية، ياسمين أكار ناشطة ألمانية مهتمة بحقوق الإنسان، وعمر فياض صحفي ومراسل لقناة الجزيرة مباشر.


الموقف الإسرائيلي
وأوقفت القوات الإسرائيلية سفينة المساعدات لدى توجهها إلى قطاع غزة وحولت مسارها إلى إسرائيل.
من جانبه أعلن “تحالف أسطول الحرية” المنظم للرحلة أن الجيش الإسرائيلي اعترض المركب، وكتب التحالف عبر تليغرام: “الاتصال انقطع مع السفينة مادلين. الجيش الإسرائيلي صعد على متن السفينة”، مضيفاً أن القوات الإسرائيلية “اختطفت” طاقم السفينة.
وندد “تحالف أسطول الحرية” بما قال إنه “انتهاك واضح للقوانين الدولية”، مؤكداً أن الاعتراض تم في المياه الدولية.
فجر الثلاثاء أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية، أن الناشطين المؤيّدين للقضية الفلسطينية الذين كانوا على متن السفينة الشراعية “مادلين” عندما اعترضها الجيش الإسرائيلي أثناء محاولتها الوصول إلى قطاع غزة، نُقلوا إلى مطار تل أبيب، تمهيداً لإعادتهم إلى بلدانهم.
وقالت الوزارة في بيان إن “من يرفض توقيع أوراق الترحيل ومغادرة إسرائيل سيحال إلى جهة قضائية، وفقاً للقانون الإسرائيلي”.
وبالتزامن مع هذه الانطلاقة البحرية لكسر الحصار، انطلقت من البر قافلة كسر الحصار عن غزة قادمة من الجزائر ثم تونس وهي اليوم في ليبيا، ومن ثم تتجه إلى مصر في محاولة لكسر الحصار البري عن المدينة المنكوبة.