فشلت مركبة “ريزيليانس” التابعة لشركة “Ispace” اليابانية في تحقيق هبوطها الأول على سطح القمر، حيث تحطمت أثناء محاولتها الهبوط في منطقة “Mare Frigoris” (بحر البرد) يوم الخميس، في ما يُعتبر الفشل الثاني لهذه الشركة في مهمة قمرية، بعد فشل محاولة سابقة في عام 2023.
كانت المركبة، التي انطلقت من طوكيو، في المرحلة الأخيرة من هبوطها المخطط عندما انقطع الاتصال مع مركز التحكم على الأرض قبل دقيقة و45 ثانية من موعد الهبوط المقرر، الذي كان في الساعة 3:17 مساءً بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة. يُعتقد أن السبب في الفشل يعود إلى خلل في أحد الأجهزة التي كانت مسؤولة عن تحديد الارتفاع.
وذكّر الحادث بمحاولة “Ispace” الأولى للهبوط على القمر في أبريل 2023، حيث توقفت مركبتها “Hakuto-R” أيضًا عن إرسال الإشارات في اللحظات الأخيرة، وانتهت المهمة بخيبة أمل مماثلة.
خلال مؤتمر صحفي، أشار مسؤولو الشركة إلى أنهم لم يحاولوا إعادة الاتصال بالمركبة بعد فقدان الاتصال. وقال الرئيس التنفيذي لشركة “Ispace”، تاكيشي هاكامادا، في تصريحاته: “إنه فشلنا الثاني، ونحن بحاجة إلى التعامل مع هذه النتائج بجدية أكبر”.
تمكنت “ريزيليانس” من التدوير في مدار مستقر على ارتفاع نحو 100 كيلومتر فوق سطح القمر، ثم بدأت النزول تدريجيًا حتى وصل ارتفاعها إلى 20 كيلومترًا. في هذه المرحلة، أطلقت المركبة محرّكها الرئيسي لبدء عملية التباطؤ، إلا أنه لم يتضح كيف كانت المركبة موجهة عند تلك اللحظة، وقد أكدت “Ispace” أن وضع المركبة كان “شبه عمودي” عندما تم فقد الاتصال.


كان من المتوقع أن تقوم المركبة بمناورة انقلاب لتغيير وضعها من الوضع الأفقي إلى الوضع العمودي قبيل الهبوط، لكن التحدي الأكبر يبدو في قياس الارتفاع، حيث واجه جهاز تحديد المدى بالليزر، الذي كان مسؤولا عن قياس المسافة إلى سطح القمر، تأخيرات في الحصول على بيانات دقيقة. وأدى ذلك إلى عدم تباطؤ المركبة بالسرعة الكافية للوصول إلى السرعة المطلوبة للهبوط المخطط له.
أشار مسؤولو “Ispace” إلى أنهم سيقومون بإجراء مراجعة شاملة للتحقيق في أسباب الفشل وتطبيق الدروس المستفادة على مهمات المستقبل. بينما يستعدون لإطلاق مركبة جديدة تحت اسم “Apex 1.0” في محاولتهم القادمة للهبوط على سطح القمر.
وقد صرح المسؤولون أن المركبة ربما تعرضت لهبوط عنيف على سطح القمر، ما يشير إلى أن “ريزيليانس” قد تحطمت بالفعل.