عفاف عبدالمحسن
كم أثلج صدورنا ورفع سقف تطلعاتنا نحو مسرح عربي يعنى بالطفولة خبرا وصلنا عن كتاب صدر حديثا 2025 م تحت عنوان
” أوبريت شجرة الطفولة ” وهو فكرة الكاتبة المسرحية المبدعة من العراق الشقيق . سحر الشامي .. التي رأت في فكرتها أن تجتمع أقلام المبدعين العرب كما تتقارب دفقات قلوبهم لمحاولة أن يندمل جرح العروبة الغائر القضية الفلسطينية وأحداث أخيرة دامية وحشية تقصدت الأطفال الأبرياء فقط بداية بغزة لأن عدو الأمة العربية يدرك أنهم وقود المقاومة القادمين وأنهم إنما يرضعون من أمهاتهم حليب مقاومة المستدمر العنصري .
( مريم ) الطفلة الرمز والإشارة التي تخيرتها المبدعة الناقدة المسرحية المتخصصة في الأدب المسرحي للطفل سحر الشامي .. لتكون مخاض الإبداع المسرحي لدى كل كاتب عربي تماهى مع الفكرة لتتفق الأقلام كما تتفق القلوب على وحدة نظرة الأمة العربية وتطلعاتها لقضيتها أولا وقضايا كل بلد على حدى وثقافته ومقاومته للظلم الاستعماري الذي مرت به كل دولة عربية إبان حملات الاستعمار الأوربي العقيم ما يجعلنا لا نسميه استعمارا بل استدمارا بأسلوب نثري متوازن مع كون شجرة الطفولة أوبريتا مسرحيا سينتحي منحى الشاعرية في الكتابة فيه يوضح المبدع العربي ثقافة المواطن وإرثه وهويته وصور نضاله وعلومه وآدابه .. فشارك في كتابة مشاهد التلاميذ كل من المبدعين العرب حسب ترتيب المؤلفة والمشرفة الشامي للمشهديات :
جليل خزعل (العراق) _ محمد عبد الوهاب السودي (اليمن)
د. غالية يونس الذرعاني (ليبيا) _ أحمد احمد عادل أدلبي (سوريا)
سوار الحجري(تونس) _ إبراهيم فرحات(مصر) _ فيوليت يوسف عطية _ Violette Attieh _ (لبنان) _ تمام الحياري (الأردن)
حكيمة خبزي (الجزائر) _ صديق الرضى علي (السودان)
شهرزاد التميمي (الإمارات العربية المتحدة) _ عقيلة محمد (سوريا) _ مضاوي دهام القويضي ضي (السعودية)
سحاب رزاق الماضي (العراق) _ ليلى بو شمامة (المغرب)
سريعة سليم حديد (سوريا) _ مجدي مرعي (مصر)

( الكاتبة الليبية غالية الذرعاني )
المبدعة الليبية غالية الذرعاني قالت إنها تخيرت اسم ( أم الخير ) للطفلة التي ستتحدث عن ليبيا .. فرمزية أم الخير بالنسبة لليبيين مهمة كونها تلك الشاعرة الليبية التي حجزت في معتقل البريقة إبان الاحتلال الإيطالي الغاشم لليبيا فعرفت أم الخير الطفلة برمزيتها المهمة في العمل المسرحي بتاريخ البلاد وحضارتها ومركباتها الثقافية ذاكرة عديد الأسماء التي كان لها أثرها النضالي يفتخر بها الأجيال حينما يتحدثون عن تاريخهم .
الأوبريت من تأليف وإشراف عام الكاتبة والناقدة المسرحية ” سحر الشامي ” شاركتها الفكرة المبدعة ” سوار الحجري ” والتي كانت أيضا مديرة العمل ومنسقة للنص المسرحي عامة الذي اشتركت في كتابته الأقلام العربية المهمة ومن بينها المبدعة الليبية الذرعاني وبعد عام كامل من المجهود التقني للكتابة الاحترافية والجمع والإشراف المضني .. جمع ليكون بين طيات كتاب صممت غلافه الملفت الأنيق المبدعة ” سهاد قاسم ” .. تحت عنوان :
(( أوبريت شجرة الطفولة )) أصدرته دار الورشة الورشة للطباعة والنشر والتوزيع” بإدارة الروائي الكبير “كاظم الشويلي”.

على أمل كبير أن لا يظل بين طيات كتاب بل ينفذ عملا مسرحيا في المدى القريب لا البعيد .. فقد عولج دراميا بالفعل من قبل الدكتور عمر كلآّب وهو أستاذ النقد والدراما بقسم المسرح والسينما كلية الإعلام . بنغازي .. كما خضع لتدقيق لغوي من قبل الدكتور شاكر صبري .. ساهم أيضا في معالجة النصوص المكتوبة الأساتذة سريعة سليم حديد و أحمد عادل الإدلبي وسوار الحجري والدكتور شاكر صبري .
جدير أن نعرج على أن مسرح الطفل في الوطن العربي في الفترة الأخيرة من عمر الوطن في حاجة ماسة للمتابعة والتنشيط والاستمرارية واستحضار لتاريخه العلمي والعملي والمتابعة التي تنبثق عن طرح تساؤلات ودراسة كيفية الإجابة العملية عليها من حيث :
_ ما هو واقع مسرح الطفل في الوطن العربي كما في بلدنا خاصة ومآلاته وخاصة وأن الأعمال المسرحية للكبار اضمحلت فكيف بمن يكتبون للطفل ؟
_ أين هي الثوابت الفنية الجمالية التي مر بها مسرح الطفل وملاحظات المتابعين المختصين كنقاد أو مسؤولين من حيث الجوانب الإيجابية لتدعيمها والسلبية لمعالجتها ؟

فدراسة مسرح الطفل لكونه مؤسسة تربوية ترفيهية دافعة للطفل كما للكبار حينما تدرس بجدية ببحث متسلسل عميق في الأحقاب الزمنية التي مرت به وعليه وكيف كان حينها؟ وكيف تعاملوا معه بناء على الظروف التاريخية ولحظات الاستقرار من عدمها؟ وكيف أنه مر ويمر بمحطات مهمة تبدأ بالنشأة والتأسيس ثم التطوير أو التطور والانتعاش ثم أسباب الركود والتراجع؟ وهل كانت سياسية أم اقتصادية أم اجتماعية؟.. وكيف تؤثر ثقافة البلد وأهمية المسرح بشكل عام للمواطنين في ثقافة استقبال الطفل للمسرح كما مشاركة الكتاب المسرحيين المختصين في أدب الطفل .