هدى الغيطاني
مع تصاعد الشكاوى وحالة الاستياء من مكب تاجوراء الذي وُصف بالقنبلة الموقوتة، المسببة للأمراض من ناحية، والمُغيّبة للأمن والاستقرار من ناحية أخرى، بسبب العمالة الوافدة التي تتخذه وكرا لها، استجابت الجهات الأمنية وقامت بدك مخيمات العمالة الوافدة واقتحمت المكب وقامت بهدم أسواره.
الجهات الأمنية قامت بإغلاق المكب بشكل نهائي، وفرضت على العمالة الموجودة بالمنطقة الرحيل منها، خاصة بعد تكرر حالات السرقة والفساد والمخدرات.
العمالة والفساد والأمراض
وكان مكب تاجوراء قد احتضن خلال الفترة الماضية عددا كبيرا من عناصر العمالة الوافدة وصل عددهم إلى أكثر من 3000 شخص حسب أقوال نشطاء من المنطقة.
عناصر العمالة الوافدة لم تكتفي بالتخييم في المكب والقيام بعمليات سرقة وممارسات غير شرعية وبيع وتعاطي المخدرات فحسب، بل أنها كانت تفرض إتاوات على سيارات نقل القمامة.
هذه الأفعال الإجرامية إلى جانب الروائح الكريهة المنبعثة من المكب والقمامة التي تتراكم فيه كل يوم والمسببة لأمراض تنفسية وجلدية وسرطانات لسكان المنطقة، كان سببا في تصاعد موجة من الاستياء الشديد التي ظهرت بوضوح على الصفحات المتعلقة بأبناء تاجوراء.


موجة تشكيك وتساؤل
وعلى الرغم من التنادي والتعاون بين مختلف الصفحات المتحدثة باسم تاجوراء، إلا أن التشكيك في اتخاذ موقف حاسم من المكب كان أيضا مثارا، حيث أثيرت تساؤلات حول ما إذا إغلاق مكب تاجوراء: هل هو تحول حقيقي أم حملة جديدة لغرض محدد؟
وأشار حراك ابناء تاجوراء إلى أنه لأول مرة منذ سنوات طويلة، تُطالب أقدم صفحات فيسبوك المعنية بتاجوراء صراحة بإغلاق المكب، مضيفا أن هذا التطور يثير الكثير من التساؤلات المشروعة: ما الذي تغير؟ وهل هذه المطالبة تعكس تحولاً حقيقياً في الموقف، أم أن هناك أبعادًا أخرى وراء هذا التوقيت بالذات؟


ولفت الحرام إلى أن ملف مكب تاجوراء متشعب ومعقد، ويشهد تباينات كبيرة في المواقف بين مختلف الأطراف المعنية، فالمجلس البلدي له وجهة نظره، وتيار الإفتاء له رأيه، وكذلك التشكيلات العسكرية والأمنية، وأعضاء مجلسي النواب والدولة، ومنظمات المجتمع المدني، وصولاً إلى الصفحات المحلية التي تتحدث باسم تاجوراء، ومع هذا التشتت في الرؤى والمواقف، يصبح تغيير الواقع القائم أمراً في غاية الصعوبة.
وبعد موجة من الضغط الشعبي والمناشدات من قبل المواطنين والصفحات لإيجاد حل جذري لهذه الأزمة المتواصلة منذ فترة، قامت الجهات المعنية اليوم بقفل المكب نهائيا.

