تعد الامفورات الرومانية المكتشفة داخل حطام السفن قبالة السواحل الليبية شاهدا أثريا مهما على الدور المحوري الذي لعبته المدن الليبية في شبكة التجارة المتوسطية خلال العهد الروماني.
وتعني الامفورات بالعربية «حامل من الجانبين»، هي جرة خزفية كان اليونان والإغريق يستعملونها. وهي قارورة لها قبضتان وعنق طويل أضيق من جسم الجرة الذي يكون بيضاوي الشكل.
وكشفت أعمال التنقيب البحري في الموانئ مثل لبدة الكبرى صبراتة، إبولينا، توكرة، عن حطام سفن تجارية رومانية محطمة بأنواع متعددة من الامفورات بعضها محلي الصنع والبعض الآخر مستورد من إيطاليا وإسبانيا والشرق الأدنى .
استخدم الرومان الامفورات، الزيت، النبيذ، الحبوب، والجاروم أي الأسماك المملحة ، وكانت توضع في باطن السفن بطريقة منظمة لضمان التوازن خلال الإبحار.
وأظهرت الدراسات أن بعض الامفورات الليبية كانت تصدر محملة بزيت الزيتون المحلي كايركد دور الإنتاجي والتجاري للاقليم .
تكمن أهمية هذه الاكتشافات في أنها تقدم أدلة مادية مباشرة على حجم التبادل التجاري، وتعكس اندماج ليبيا في النظام الاقتصادي الروماني، وتوثق روابط بحرية وتجارية وثقافية بين ليبيا ومدن المتوسط، تبرز تفوق ودقة الصناعات الفخارية المحلية ودقة تقليد النماذج الأجنبية .
الامفورات الغارقة ليست مجرد فخار مكسور بل هي نصوص أثرية صامتة تكشف بصمتها شبكات التجارة وأنماط الاستهلاك والهوية الاقتصادية في ليبيا في قلب العالم الروماني.