الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2025-06-30

11:12 مساءً

أهم اللأخبار

2025-06-30 11:12 مساءً

مِسك الحَكَايا 2

الثقافة الإسلامية

عفاف عبدالمحسن

بسم الله الرحمن الرحيم {وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء} صدق الله العظيم _ (الأنفال:58)

عبد الله طفل صغير يعيش مع جدته حيث كان لها مزرعة كبيرة تربي فيها الأغنام والطيور وتسترزق منها وكي يكون شابا نافعا يافعا عهدته لشخص في القرية يعلمه التصويب .. بدء بالعصي حتى لا يتضرر الطفل إذا ما استخدام الأسهم وهو في سن صغير .. كان يذهب في كل صباح بعد صلاة الفجر مع جدته تسلمه للمعلم وتعود هي تعتني بمزرعتها وطيورها .. حيث تترك عندها حارسا .. دائما ما يقول لها عبد الله أنا لا أحب هذا الحارس يا جدتي .. وتنهره هي وتقول استغفر ربك وافتح قلبك بالنقاء لمن حولك من الناس .. إنما هو شاب ضعيف فقير لم نر منه شرا يا بني .. ربما هي الطفولة بشفافية القلوب النقية التي لم يخالطها خبث استشعر بها عبد الله نية هذا الشاب غير السوي داخليا .. وإن بدى ظاهريا شابا كيسا .. عاد يوما عبد الله من درس التصويب وقد كان منزعجا حيث لم يصب ولا مرة .. وتكرر خطؤه فإذا به يرى إحدى بطات جدته غير متقصدا أن يؤذيها .. ولكن قال في ذهنه فالأجرب وصوب بعصاته عليها فأصابها فعلا وماتت المسكينة .. وكان يدرك أن جدته تحبها كثيرا .. فخاف الطفل أن يقول لجدته فتنهره وتغضب منه وربما لا تسامحه أبدا .. فأخفاها بين الأحراش والأعشاب هناك .. ودخل البيت حزينا إذ اكتشف أن الحارس رآه .. ولكنه لم يتكلم معه أبدا .. فتشكك ولكن عقله الصغير لم يسعفه ليتفكر في الأمر .. يوم الجمعة كان جده يأخذهم لرحلة صيد بعد صلاة الفجر هو وإخوته وأولاد عمه فتحدث معهم الخميس وإذا بالحارس يقول للجد .. عبد الله وعدني أن ينظف معي الحظائر يا عماه ونلملم الحشائش أليس كذلك يا عبد الله !! ما كان من الطفل إلا أن أذعن وقال نعم سأفعل كما وعدتك لا أريد اليوم أن أذهب للصيد .. وهكذا تكرر من الحارس أن يسخره للعمل المضنى له .. ولا يتمتع الطفل بما تعوده في فترات راحته من الدراسة أو تعلم التصويب .. وذات نهار طلب الحارس من الطفل أن يلملم معه بواقي الطيور من الحظيرة .. ويحملون العلف للحيوانات .. فأجاب بنعم ولكنه دخل لجدته في البيت .. وجلس أمامها بادئا يا جدتي قد تعلمنا منك الصراحة وعدم الكذب ولكنه الخوف ما دعاني لفعلتي .. قد علمتنا الشجاعة ولكن شجاعتي لقول الحقيقة أحجمت لأنني خفت أن تغضبي ولا تسامحيني لما فعلت وماكنت أقصد .. وروى لها ما حدث للبطة منذ أسبوع مضى .. ضمته لحضنها وبكى فبكت معه .. وابتسمت له أيضا وقالت كنت أعرف .. رأيتك من النافذة ولكنني كنت أختبر قدرتك على تحمل العيش تحت المذلة  .. عبدا لذاك الحارس الشرير غير الأمين .. إنه كان اختبارا لك وله ومن منكما سيستغفر الله ويقول الحق لكنه يلام لأنه كبير ويدرك عواقب فعلته .. بل استغلك وأخذ يسخرك لعمله كي يستريح تاركا عمله الذي يؤجر عليه .. إنه أثم يا عبدالله فقد استغلك من جهة وكتم ما حدث لرزق ائتمن عليه .. هذا ليس خطؤك يا بني سامحتك في لحظتها ولكنه درس لحياتك القادمة المسلم من صفاته الأمانة وعدم خيانتها والصدق والشجاعة تلك خصال الأسوياء كما أوصانا بها نبينا عليه الصلاة والسلام .. قال صلى الله عليه وسلم : ” آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان ” إنه يحذرنا من إخلاف الوعد، ومن الكذب في الحديث والأخبار، ومن الخيانة في الأمانة ، وأنها من خصال أهل النفاق نعوذ بالله فيجب الحذر منها… يا بني لله المثل الأعلى أنت أخطأت معي ولكن هذا الشاب أخطأ مع الله أنا سامحتك لأنني أحبك والله يحب عباده وإذا استغفروه سيغفر لهم فلا تترك نفسك عبدا للشيطان يا بني مهما كان .. قال الطفل لجدته إذن ما كان من الحارس يا جدتي يدخل في معنى الخيانة .. ردت الجدة الحكيمة يا بني الخيانة في موقفكم كله بدء من كتمانك أمر البطة التي قضت وكتمان الأمر عني تعني المخالفة فرب العباد جل في علاه بينها لنا في سورة الأنفال في الآية الواحدة والسبعين قال تعالى بسم الله الرحمن الرحيم { وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل } صدق الله العظيم .

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة