تعليقا على فتح اليونان عطاءات للتنقيب جنوبي جزيرة كريت.. مجمع القرآن الكريم يدعو لاتخاذ موقف قانوني

دعا مجمع القرآن الكريم بليبيا إلى اتخاذ موقف قانوني حازم ضد الاعتداء على سيادة ليبيا في البحر المتوسط عبر اللجوء إلى المؤسسات الدولية.

وأكد مجمع القرآن الكريم بليبيا في بيان له إنه تابع الانتهاك الصارخ الذي أقدمت عليه دولة اليونان، حين أعلنت عن فتح عطاءات دولية للتنقيب عن النفط والغاز جنوبي جزيرة كريت، في مياه بحرية لا تزال محلّ نزاع قانوني ومحلّ حقوق سيادية خالصة للدولة الليبية، في وقتٍ يشتد فيه التنازع على مقدّرات الشعوب، وتُطرح فيه ثروات الأمم في أسواق الأطماع، باسم الاستثمار تارة، وبذريعة الترسيم الأحادي تارةً أخرى .

وحث المجمع على توحيد الخطاب الوطني بشأن الحدود البحرية، وتحكيم المصلحة العليا بعيدًا عن التجاذبات الحزبية وتفعيل الدبلوماسية القرآنية عبر بيان أن السيادة والكرامة لا تُساوَم، وأن موارد الأمة لا تُعرض في المزاد وفتح قنوات الحوار وفق القانون الدولي، لا عبر التسليم بالأمر الواقع أو الاستدراج للمخططات الأجنبية.

وشدد المجمع على أن السيادة لا تُساوَم، وأن حدود الأوطان ليست مباحة لعقود الشركات العابرة، وأن سيادة ليبيا في البحر لا تُنال بالعطاءات في أسواق الاستكبار  ولا تُباع في المزادات وأكد أن ما أقدمت عليه دولة اليونان بإعلانها عن فتح عطاءات دولية للتنقيب عن النفط والغاز جنوبي جزيرة كريت، يعدّ خطوةٍ أحادية خطيرة في مناطق بحرية ما تزال محل نزاع قانوني وسياسي، وتشكل في حقيقتها جزءًا من المياه الاقتصادية الخالصة الليبية، وفقًا للاتفاقية الدولية لقانون البحار لعام 1982، وللإحداثيات المودعة من الدولة الليبية لدى الأمم المتحدة، وبموجب المذكرات والاتفاقات الثنائية الليبية – التركية حول ترسيم الحدود البحرية.

ولفت الجمع إلى أن هذه الخطوة الاستفزازية التي أقدمت عليها دولة اليونان تعد انتهاكًا صريحًا لمبدأ حسن الجوار، وخرقًا لمبادئ القانون الدولي، ومخالفةً لمقاصد قرارات مجلس الأمن المتعلقة بليبيا، ومنها القرارات التي أكدت على احترام السيادة الوطنية الليبية ووحدتها الإقليمية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية أو استغلال ظروفها السياسية والانتقالية.

ولفت المجمع إلى أنه إذ يصيغ هذا الموقف لا ينازع جهات الاختصاص المعنية بالتنديد والتواصل الدولي والمرافعات القانونية ، بل يؤدي واجبه القرآني في البلاغ والبيان والتوجيه، ويشارك في تشكيل وعي الأمة وصياغة مواقفها وفق مبادئ الشريعة.

وأكد المجمع على أن ليبيا ليست سلعة للبيع، ولا شاطئًا للتجريب، وأن من مدّ يده لثرواتها ولدخلها السيادي دون إذن أهلها، فإنما يمدها إلى نارٍ لا تطفئها القوانين ولا تسكنها المواثيق، بل تطفئها إرادة شعب لا يرضى بالهوان، ويأبى أن يُفرّط في أرضٍ كتب فيها الشهداء وصاياهم، والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.