وجه المستشار المتقاعد بالمحكمة العليا، جمعة بوزيد، رسالة مفتوحة إلى مصرف ليبيا المركزي عبر فيها عن قلقه من التداعيات الإنسانية والاقتصادية لقرار سحب فئة الـ50 دينارا من التداول، محذرا من تأثيره على المواطنين، خصوصا في ظل الأزمة المعيشية.
التحذير جاء عقب واقعة مؤلمة لامرأة ليبية جمعت 16,000 دينار عبر جمعية مالية بغرض السفر للعلاج من السرطان، لكنها فوجئت بأن المصرف رفض استبدال المبلغ بعد انتهاء صلاحية الورقة النقدية، مما حول أملها في العلاج إلى مأساة.
وأشار بوزيد إلى أن هذه الحادثة تكشف عن حجم المعاناة لدى شريحة واسعة من المواطنين، خاصة في المناطق النائية، حيث لا يصلهم الإعلام المصرفي بشكل كاف.
وانتقد استمرار بعض المصارف في التعامل بهذه الفئة حتى الأيام الأخيرة، مما زاد من الارتباك لدى الناس.
وتساءل بوزيد عن مبررات هذا القرار في ظل شح السيولة وتأخر المرتبات، مؤكدا أن غياب البدائل وعدم وضوح آليات الاستبدال دفع المواطنين إلى الوقوع فريسة لمصارف ترفض الاستبدال ومحال صرافة تستغل الوضع بفرض عمولات مرتفعة.
وأضاف أن تبريرات المصرف حول التزوير لا تبرر اتخاذ القرار بشكل مفاجئ، مشيرا إلى أن دولا مثل ألمانيا وسويسرا تمنح فترات استبدال مرنة احتراما لحقوق المواطنين.
وفي ختام رسالته، دعا بوزيد إلى اتخاذ قرارات نقدية مدروسة تراعي الوضع الاقتصادي الصعب، وتضع مصلحة المواطن في مقدمة الأولويات.