قال تعالى: ﴿ مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾
أي أن كل كلمة ينطق بها الإنسان تُسجل، فليتأمل ما يقول.
قال رسول الله ﷺ:
«إِنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِن سَخَطِ اللَّهِ، لا يُلْقِي لَهَا بَالًا، يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ»
[رواه البخاري].
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
“واللهِ الذي لا إله غيره، ما على الأرض شيءٌ أحوج إلى طول سجنٍ من اللسان.”
قال بعض السلف:
“إذا أراد الله بعبدٍ خيرًا، فتح له باب العمل، وأغلق عنه باب الجدل.”
من آداب حفظ اللسان:
أن لا تغتاب، ولا تنمّ، ولا تكذب، ولا تسبّ، ولا تسخر، ولا تتدخل فيما لا يعنيك.
وعن أبي هريرة رضي اللهُ تعالى عنه، عنِ النبيِّ ﷺ أنَّهُ قالَ: «مَن كانَ يُؤمِنُ باللهِ واليَومِ الآخِرِ، فليَقُلْ خَيْرًا أو لِيَصْمُتْ».
وقال الإمام الشافعي رضي اللهُ تعالى عنه:
“إذا أرادَ أحدُكمُ الكلامَ، فعليه أن يُفكِّرَ في كلامِه، فإن ظَهَرتِ المَصلَحةُ تَكلَّمَ، وإن شَكَّ لم يَتكلَّمْ حتّى تَظْهَرَ.”
عن أبي موسى الأشعري رضي اللهُ تعالى عنه، قالَ: قُلتُ: يا رسولَ الله، أيُّ المسلمينَ أفضلُ؟ قالَ ﷺ:
«مَن سَلِمَ المسلمونَ مِن لِسانِه ويَدِه».
واعْلَمْ – أخي المسلم- أنَّهُ يَنبغي للعاقلِ المُكلَّفِ أن يَحفَظَ لِسانَهُ عن جَميعِ الكلامِ، إلَّا كلامًا تَظهَرُ المَصلَحةُ فيه.
ومتى اسْتوَتِ المَصلَحةُ في الكلامِ وتَركِه، فالسُّنَّةُ الإِمساكُ عنه؛ لأنَّهُ قد يَجُرُّ الكلامُ المُباحُ إلى حَرامٍ أو مَكروهٍ، بلْ هذا كثيرٌ وغالبٌ في العادةِ، والسَّلامةُ لا يُعادِلُها شيءٌ.
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.
