انتشرت على صفحات التواصل الاجتماعي تحذيرات من طائر المينا، الطائر الدخيل على البيئة الليبية والذي يمثل تهديدا كبيرا للبشر والحيوانات والنباتات والبيئة بشكل عام.
موطنه ووصفه
ينتشر في جنوب شرق آسيا واندونيسيا والصين والهند والبحرين وحالياً يلحظ انتشارها بشكل كبير في شرق السعودية.
طوله 35 سنتيمتر، لونه بني بلون الشيكولاتة بمنقار أصفر، وبقعة صفراء حول العينين والأرجل، مع مساحة بيضاء بباطن الذيل وعلى باطن الجناحين تكون على شكل عينين كبيرتين لمن يراه طائراً.
وهو سريع الانتشار لأن أنثاه تضع من 2 – 3 بيضات ذات لون فيروزي باهت وبها بقع بنية اللون وكلا الأبوين حاضن للبيض، وفترة الحضانة تتراوح بين 16 – 17 يوم، وبعد 20 يوما من الفقس تغادر الصغار العش، لتبدأ دورة تكاثر أخرى، حيث أن هذا الطير لا يرتبط بفترة معينة للتكاثر.
تحذير دولي
طائر المينا الهندي صنف من بين الطيور الأكثر تهديدا للتنوع البيولوجي المحلي، وهو من أخطر الأنواع الدخيلة، هو طير لاحم، شرس، ومنافس قوي ذكر، قادر على تقليد أصوات مختلفة حتى صوت الإنسان، بدرجة تخطت قدرة الببغاء ومهارته.
صنفته منظمة البيئة العالمية ضمن أكثر 3 طيور إضرارًا بالنظام البيئي للأذى الذي يُلحقه سواء بالبيئة أو بالإنسان أو الحيوان، في حين صنفه الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة كواحد من 3 طيور هي الأسوأ بين 100 نوع غازٍ في العالم.
وبالرغم من تصنيفه من طيور الزينة التي يقتنيها الكثير من الناس في بيوتهم داخل أقفاص، لما له من صوت جميل بالإضافة إلى حجمه الصغير وألوانه الجميلة، فإن مخاطره تفوق مهارته الصوتية وجمال منظره.
رصده في طرابلس
منذ نحو عامين أو أكثر رصد في مصر وسوريا وعدد من دول الجوار، والعام الماضي رصد زوج منه في منطقة عين زارة بطرابلس بتاريخ 19 يونيو 2024، بين منازل المنطقة، وأكد بعض الأهالي وجود مجموعة تتجمع في مكب نفايات بالقرب من منازل المنطقة نفسها، واليوم رصد الطائر ذاته في بنغازي، وسط مخاوف من انتشاره.
ورجحت الدراسة أن يكون دخول هذه الأنواع، التي تنحدر من آسيا حيث بيئتها الأصلية عن طريق تجارة الحيوانات الأليفة، خاصة وأن تجارا في الجزائر أكدوا أن بعضها هرب من تجار الحيوانات الأليفة، كما لا يستبعد أن تكون دخلت ليبيا بشكل طبيعي خاصة وأنها سجلت دخولها إلى مصر وانتشارها السريع منذ عام 1998.
بغض النظر عن كيفية انتشار طائر المينا أو إدخاله فهو يتمتع بقدرات تجعله منافسًا قويًا وناجحًا في جميع البيئات، ويُشكل تهديدًا خطيرًا لحياة الطيور في ليبيا إذا لم تُتخذ التدابير اللازمة للحد من انتشاره.
مخاطره
وأوضح خبراء أن طائر المينا الهندي يقوم باحتلال مواقع أنواع أصيلة أخرى، حيث يعمل على منافسة الأنواع الأصيلة وتخريب أعشاشها وقتل صغارها مما يؤثر على تعداد وتوزيع هذه الأنواع وينعكس على التوازن البيئي بشكل سلبي، ويتسبب كذلك بأضرار للمحاصيل ويعتبر من الآفات الزراعية التي يتم مكافحتها عالميا ويساهم أيضًا في التلوث الضوضائي في المناطق الحضرية.
كما أنه يشكل خطرا على الزراعة والمصالح الإنسانية حيث يتغذى بشكل كبير على أعلاف الماشية وثمار الفاكهة خصوصا وثمار الأشجار الاخرى عموما، كما أنه طائر أحادي التزاوج مما يعني أنه يستقر في نفس المنطقة طيلة عمره مما يعطيه القدرة على تحديد مواقع الطيور وبيوتها، وهذا يجعله في عراك دائم من الطيور الأصيلة في المنطقة لطردها والاستحواذ على المنطقة.
وكشفت الدراسات تعشيش الطائر بالقرب من المناطق السكنية إلى شكاوى ضوضاء ومخاوف تتعلق بالصحة والسلامة، كما أنه يحمل أمراضًا، مثل إنفلونزا الطيور والسالمونيلا والطفيليات مثل العث التي يمكن أن تسبب التهاب الجلد لدى البشر.
مكافحة انتشاره
وبدأت بعض الدول في اتخاذ إجراءات واضحة لمكافحة انتشار الطائر، بعدما كانت تستعين به للقضاء على الآفات الحشرية، ويمكن التحكم في تكاثر هذا الطائر والحد منه من خلال تطبيق تقنيات متعددة، مثل إزالة الأعشاش أو استخدام وسائل لجعل البيض غير صالح للتفقيس، ولا يمكن إغفال أهمية وجود تعاون إقليمي ودولي ومع المنظمات الدولية لتبادل المعلومات والخبرات حول أفضل الطرق للسيطرة على هذا النوع الغازي، ووضع قوانين تحد من نقل هذا الطائر إلى مناطق جديدة ومنع بيع أو اقتناء هذا الطائر كحيوان أليف.
ما بين القلق من انتشاره في ليبيا بعد تسجيل وجوده في طرابلس منذ عامين، واحتمال وجوده في بنغازي هذه الأيام، وبين تهديده الحقيقي للبيئة تبقى الحاجة ليقظة الجهات المعنية لاتخاذ تدابير عاجلة قبل تفاقم الأزمة.