الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2025-06-30

6:22 مساءً

أهم اللأخبار

2025-06-30 6:22 مساءً

 مسارات البعثة ..  حلول أم زوايا سقوط !!

1

  الناير اليعقوبي

منذ  أن وطأت البعثة الأممية أقدامها أرض ليبيا في  سبتمبر من عام ألفين و أحد عشر  ،و هي تمعن النظر في الجراح لا لتضمدها، بل لتراقبها كيف تتقيح .. تراقب و هي متكئة ثم ترشق الليبيين بوابل من البيانات.

بيانات لا يروي ماؤها عطشى الاستقرار و الأمان ،و لا تزيح عن كواهل كافة الليبيين بعضا من كوابيس المختبرات الانتقالية .

هكذا كانت البعثة طيلة سنوات مريرة ،و هكذا ظلت، تقترح خرائط طريق لاحتواء نزيف لا يتوقف، فتنهار الواحدة تلو الأخرى ،ويخرج الممثل الأممي من ذات الباب الذي دخل منه، معلنا افلاسه كأسلافه، وتساق ليبيا إلى المربع الأول كأن شيئا لم يكن.

مربعات أدارها قرابة عشرة رؤساء تعاقبوا على كرسي البعثة حتى تاريخه، براتب شهري يقارب 20 ألف دولار ، يرى محللون أنهم عاقبوا سواد الشعب بشظف العيش، أحدثته ملازمة الأزمة.

عيش تحت خط الفقر يطال نحو  40 % من الليبيين حسب مؤسسات حقوقية محلية و دولية، و تقديرات وزارة الاقتصاد بحكومة الوحدة الوطنية ،و هو ما نفاه لاحقا رئيس الحكومة ” عبد الحميد الدبيبة”.

هذه الأيام، ها هي البعثة تستأنف أجزاء مسلسلها ،تقترح المسارات ،و تطلب من مختلف فئات المجتمع دون استثناء في استبيان الكتروني أن تختار شكل إشكاليات مقبلة !!

أربعة مسارات وضعتها البعثة أمام الليبيين و لا اجتهاد لهم في خامس مهما كان حاسما في معالجة انسدادات خانقة، كأنما اللجنة الاستشارية الممهورة بإمضاء البعثة هي – وحدها –  الماهرة في التشخيص و  وصف العلاج.

انتخابات مزدوجة متزامنة مع ترقيع قانوني، أو برلمان ثم دستور ثم رئاسة، أو دستور أولا قبل أي صندوق، أو لجنة حوار جديدة كسابق اللجان ترجعنا إلى أول السطر.

أربعة دروب ،تتباين في الحروف، وتلتقي في الحتف ، يقول متابعون : أنها تدوير ناعم لأزمة على نفس نسق شعوب عربية سبقت ليبيا إلى ذات المصير .

ماذا عن مصير المواطن الذي يتقلب على فراش الانتظار  .. ينتظر الدولة فلا تولد، ويترقب الخروج من ممر قصير فإذا به يدفع  إلى نفق طويل ؟!!

أي بعثة هذه التي تبحث عن حل  .. تصنع الأزمة ثم تعرض استبيانا لتحديد زاوية السقوط؟!! وأي عقل يقبل أن يستفتى الشعب : أي نوع من التمديد تفضلون؟!!

ليبيا ليست في حاجة لمسارات بل إلى مسلك بعيدا عن البعثة، عن عبثها ، و عن بقاءها المريب الذي يطيل المراحل ولا يختصرها، يشرعن الأجسام ولا ينهيها، يبدل الوجوه ويبقي على الجمود.

أما أن تظل البعثة تحقن مسكنات  في شارع يتلظى و آخرها بيان برلين العقيم ،فهذا كمن يلقي سترات الإنقاذ على سفينة مشروخة، ويسأل الركاب عن رأيهم في لون السترة.

فاصل القول … قارب النجاة لا يصنعه رؤساء غرباء من ” عصبة الأمم ” ،و لا يقود دفته مقاولو  التمديد ، بل أحفاد عمر المختار – عاقلو الركبة – هم فقط من ينسجون سترة بلادهم ،و يرتقون عورتها بثوب لا عوار فيه.

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة