مع دخول فصل الصيف تزداد مخاوف أبناء الجنوب من لدغات العقارب التي تحصد سنويا أرواح العديد منهم وتشكل تهديدا خطبرا عليهم.
حالات إصابة
وتؤكد المرافق الصحية في الجنوب الليبي أنها تستقبل أسبوعيا حالات إصابة بلدغات العقارب حتى خلال أيام عيد الأضحى المبارك.
وتعد الكفرة من بين المدن الأكثر تأثرا بانتشار العقارب في الجنوب الليبي، إلى جانب مدن سبها وأوباري وغات، حيث تسهم الأجواء الحارة والجافة في زيادة نشاط العقارب وبالتالي ارتفاع معدلات الإصابة خاصة بين الأطفال وكبار السن.
الحرارة
وفي هذا الشأن أكد مستشفى الشهيد عطية الكاسح أن انقطاع التيار الكهربائي في بعض الأوقات وارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى زيادة حركة العقارب خاصة في فترات الليل وبالتالي زيادة فرص الإصابة بلدغاتها.
وأوضح رئيس غرفة الطوارئ بوزارة الصحة بالحكومة الليبية إسماعيل العيضة، في تصريحات سابقة أن انقطاع الكهرباء يعد سبباً إضافياً للتعرض للإصابة، حيث أن العقارب تخرج ليلاً بحثاً عن الرطوبة، وانقطاع التيار ولو لدقائق يمكّنها من التسلل للمنزل، خصوصاً إذا كان داخل إحدى المزارع ولفت إلى أن توافد النازحين السودانيين بكثرة على الكفرة منذ نشوب الحرب ببلادهم دفع للمطالبة بمضاعفة كمية الأمصال، خصوصاً أن كثيراً منهم يسكن المزارع والأماكن المهجورة.
خطورة
وأرجع العيضة حالات الوفاة التي حدثت بالمدينة بالسنوات السابقة لشدة سُمّية لدغة بعض أنواع العقارب، والتأخر في نقل المصاب للمستشفى وتلقّيه المصل المضاد.
وتُعد العقارب المنتشرة في المنطقة الجنوبية، خصوصًا العقارب الصفراء والسوداء، من أخطر الأنواع في العالم، حيث تفرز سُمًا قاتلًا يؤدي إلى شلل في الجهاز التنفسي واضطرابات قلبية خطيرة، ما يجعل التدخل الطبي السريع ضرورة حتمية للنجاة، وتزيد مخاطر اللدغات على الأطفال وكبار السن الذين يعانون من ضعف في المناعة ويكونون أكثر تأثرًا بالتسمم.
أرقام
وحول ارتفاع معدلات الإصابة كشف مدير معمل العقارب بمركز طب المناطق الحارة عثمان التائب، عن تسجيل معدلات مرتفعة من لدغات العقارب في مدينة الكفرة، محذرا من تزايد الحالات اليومية، وخصوصا بين الأطفال.
وأوضح التائب أن المدينة تسجل نحو 10 إصابات يوميا، مشيرًا إلى أن أخطر أنواع العقارب في ليبيا تنتشر ضمن البيئة المحلية للكفرة، ما يرفع مستوى الخطورة على الصحة العامة، خاصة في ظل درجات الحرارة المرتفعة.
ودعا التائب الجهات المختصة إلى تكثيف حملات التوعية وتوفير الأمصال والمستلزمات الطبية اللازمة في المراكز الصحية، مشددا على ضرورة توخي الحذر وتفعيل جهود الوقاية والرش الدوري في المناطق السكنية والمزارع للحد من هذه الظاهرة الخطيرة.
خطورة الوضع تستلزم تدخل مختلف الجهات المسؤولة لتوفير كل ما يلزم لتقليل خطر الإصابة بلدغات العقارب وتسهيل عمل الفرق الطبية التي تعنى بمعالجة المصابين.