سجّل فريق مسح المواقع الأثرية التابع لمراقبة آثار بنغازي، الأربعاء الماضي، اكتشافًا أثريًا مهمًا في إحدى ضواحي المدينة، تمثّل في محجر روماني قديم يضم بقايا جدران وتكوينات صخرية، بالإضافة إلى كهف عميق يُعتقد أنه جزء من شبكة كهوف طبيعية، أو موقع استخدم خلال العصور القديمة لأغراض صناعية أو دينية.
ويُعد هذا الاكتشاف امتدادًا لسلسلة المواقع الأثرية التي تزخر بها مدينة بنغازي، حيث تشير الأدلة الأولية إلى أن الكهف يقع في منطقة وعرة ذات موقع استراتيجي، ويُرجّح أنه استُخدم خلال فترة الجهاد الليبي ضد الاستعمار الإيطالي كمخبأ أو نقطة انطلاق لعمليات المجاهدين، استنادًا إلى روايات شفهية محلية.
كما تدعم الطبيعة الجيولوجية للمنطقة هذه الفرضية، في ظل وقوع معارك تاريخية موثقة في محيط الموقع.
وتتميّز المنطقة المحيطة أيضًا بوجود تلال من الرمال المتحجرة تعود إلى عصر البلايستوسين، والتي شكّلت منذ القرن السابع قبل الميلاد مصدرًا أساسيًا لمواد البناء خلال الاستيطان الإغريقي.
ويُعد موقع قصر الزهري أبرز النماذج على هذا الإرث، حيث يجمع بين محجر قديم تحوّل إلى مقبرة، إلى جانب معاصر تاريخية لإنتاج زيت الزيتون والعنب، ما يدل على تنوّع الاستخدامات العمرانية والاقتصادية للموقع.