أعلنت المهندسة المعمارية سلوى بورقيعة، قرب الانتهاء من ترميم درابزين مبنى بلدية بنغازي التاريخي، وذلك ضمن جهود أعمال ترميم المبنى بعد تعرضه لأضرار جسيمة خلال فترة الحرب.
وأوضحت بورقيعة التي تعد أحد المشرفين على مشروع ترميم المبنى ضمن فريق جهاز تنمية وتطوير المدينة القديمة، في تدوينة نشرتها على صفحتها على فيسبوك، أنهم يعملون على إعادة تأهيل درابزين مصنوع من الرخام الإيطالي، منحوت يدويًا، ويعود تاريخه لأكثر من قرن من الزمان، مشيرة إلى أن هذا العنصر المعماري الهام ليس مجرد تفصيلة زخرفية، بل شاهد على حقبة طويلة من تاريخ المدينة.
وبينت أن من بين الأجزاء المتضررة في الدرابزين، كانت هناك قطعة زخرفية مربعة انكسرت إلى ما يقارب 25 جزءً، وهو ما جعل عملية ترميمها صعبة حتى أنها كانت أشبه بمحاولة تركيب قطعة فسيفساء معقدة، إلا أن فني ترميم الرخام استعان فيها بخبرته في الحرف التقليدية، ودمجها بتقنيات حديثة في حفظ الأحجار، مع الالتزام بالعمل بهدوء ودقة، على خطى من نحتوها قبل أكثر من مائة عام.
وأكدت بورقيعة أن العمل على هذه القطعة تطلّب صبرًا كبيرًا، وحرص على كل تفصيلة، لكن الأهم من كل ذلك كان الإحساس بالمسؤولية والاحترام الحقيقي لمهارة الحرفيين الذين السابقين عبر الأجيال.
وقالت بورقيعة في وصفها للمشاريع التي تشارك في العمل بها، “بعد كل هذه الاعوام من العمل في مجال ترميم المباني التاريخية، لا يزال كل مشروع اشارك به يحمل درسًا جديدًا، هذا النوع من العمل يمسني دائمًا على المستوى الشخصي، فهو لا يدور فقط حول إصلاح ما تلف، بل حول إعادة الاعتبار لمبنى صمد و قاوم الزمن والحرب والإهمال ، وإحياء ما كان يمكن أن يُنسى، مع الحفاظ على جوهر الحرفة وروح المكان”.