الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2025-06-30

6:44 مساءً

أهم اللأخبار

2025-06-30 6:44 مساءً

مسك الحكايا _ السعادة الحقة

الثقافة الإسلامية

عفاف عبدالمحسن

أخواتي إخوتي في الله .. يُنظر إلى السعادة في الإسلام على أنها نتيجة للتقوى والعمل الصالح، وليست مجرد غاية في حد ذاتها.نحن وليس انا ..هنا يفوح المسك في المعاني فإذا أردنا سعادة حقيقية فلا سبيل سوى الرجوع إلى الهدف الحقيقي الدائم ألا وهو الملكوت الأبدي والحياة الأخرى التي ما سعى إليها أحد إلا إذا تشارك الدنيا والعيش فيها إلا مع الآخرين وقد سئل حكيم  من أسعدُ الناس ؟ فرد بعفوية العارف من أسعدَ الناس إذن على المسلم أن يعرف يقينا أن ديننا الحنيف يعزز العلاقة مع الله من خلال العبادات والمعاملات ، مما يجلب السكينة والطمأنينة للقلب .. وإسعاد الآخرين من مكارم الأخلاق كما  الصدق ، الأمانة ، التسامح، والرحمة ، مما ينعكس إيجابًا على حياة الفرد والمجتمع .. فلون من إسعاد من حولك بالتعايش السلمي بين مختلف الأديان والثقافات وهذا مايدعو إليه ديننا الإسلامي الوسطي ولن ننسى الآية الكريمة 6 من سورة الكافرون بسم الله الرحمن الرحيم (لكم دينكم ولي دين ) صدق الله العظيم .. والآية الكريمة 56 من سورة القصص قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم : {إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء} صدق الله العظيم .. مما يساهم في بناء مجتمع متسامح ومتعاون.

السعادة في الإسلام ليست مجرد شعور مؤقت ، بل هي حالة من الرضا الداخلي والاطمئنان، نتيجة للتقوى والعمل الصالح والالتزام بتعاليم الإسلام، وتساهم في تحقيق سعادة الفرد والمجتمع على حد سواء .

الله يا عباد الله علمنا العطاء لأنه العاطي وهذا وصفه معطي أعطى الإنسان نعمة الوجود ونعمة الحياة، ونعمة العقل والنطق. وهكذا تميز الإنسان بأنه مخلوق حي عاقل. ناطق. أعطاه الله أيضًا سلطانًا في الأرض، وكرامة فوق كل المخلوقات الأرضية .. سبحانه هو المعطي الوحيد يعطي من عنده والإنسان يعطي مما أعطاه الله وهو من علمنا موهبة العطاء سواء ما أعطاه لعباده معرفة يعطونها على صورة علم .. نعما يعطونها أموال أو طعام لمحتاجها .. كما الإنسانية والمشاعر الراقية فمن يقدم السعادة والمشاركة هو معطاء بشكل مختلف .. إسعاد آخر يوصلك أنت إلى حالة السعادة يعرفها العامة .. بعبادة جبر الخاطر .. جبر الخواطر في الإسلام هو مفهوم إنساني نبيل يدعو إلى التخفيف عن الآخرين وإدخال السرور على قلوبهم، سواء بالكلمات الطيبة، أو بالأفعال الحسنة، أو بالمواساة والدعم المعنوي. ويعتبر جبر الخواطر من أفضل العبادات التي تقرب العبد من ربه ، لما فيه من إحسان إلى الخلق وإدخال للسعادة على قلوبهم .. وهذا ما حدث حين قام أحد علماء الأنثروبولوجيا الذي تخير أفقر القبائل الإفريقية وأكثرها بدائية ليتعرف على كنه أنسانها بادئا بالأطفال حيث لاخبائث ولا أفكار مادية ولا نفسية تجاه وافد غريب .. قام عالم الأنثروبولجيا ذاك بعرض لعبة على أطفال القبيلة الإفريقية البدائية ، بوضع سلة من الفواكه اللذيذة قرب جذع شجرة وقال لهم : أول طفل يصل الشجرة سيحصل على السلة بما فيها ، ثم أعطاهم إشارة البدء .. لكنه تفاجأ بهم يسيرون سوية ممسكين بأيدي بعضهم ويسيرون خطوة بخطوة بلا تزاحم ولا حركة أسرع لأحدهم عن الآخر حتى وصلوا إلى الشجرة .. والمفاجأة الثانية التي صدمت العالم أنه رآهم يتقاسمون الفاكهة اللذيذة بالتساوي وبلا شجار اطفال أو نهم خاصة وهو يدرك كم هم فقراء يموت البعض منهم جوعا ، لم يتوان عن السؤال : لماذا تفعلون ذلك وقد كان واحدا فقط من بينكم يمكنه الحصول على كل السلة بما فيها وله فقط .

وجاءت الإجابة التي تعجب لها بكلمة من طفل دفعه الأطفال ليتكلم عنهم .. كلمة  تعلم منها العالم الكثير هي ( أوبونتو ) وفي حضارة تلك القبيلة التي تدعى إكساوسا .. أوبونتوا تعني ( أنا أكون لأننا نكون ) ..

كيف يستطيع أحدنا أن يكون سعيدا بينما الباقين من حوله تعساء ؟ تلك القبيلة البدائية تعرف سر السعادة الذي ضاع من نفوس مجتمعات تعتبر نفسها متحضرة .. فسر السعادة يكمن في نفوس متواضعة متسامحة شعارها نحن وليس أنا .. ومسك الحكاية اليوم يا أيها الإنسان بنفسك الرضية المعطاء .. جالس العلماء بعقلك و جالس الأمراء بعلمك، وجالس الأصدقاء بأدبك، وجالس أهل بيتك بعطفك، وجالس السفهاء بحلمك، وكن جليس ربك بذكرك، وكن جليس نفسك بنصحك .. فكل شيء ينقص إذا قسمته على اثنين إلا (السعادة ) .

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة