رصدت منظمة “سي ووتش” غير الحكومية، الأربعاء، خمس جثث طافية في مياه البحر الأبيض المتوسط، وذلك عبر طائرة استطلاع تابعة لها. وتُسلّط هذه المشاهد المأساوية الضوء على خطورة هذا الطريق البحري غير المرئي، حيث يلقى العديد من المهاجرين حتفهم غرقًا من دون أن يلاحظهم أحد أو تُوثَّق مأساتهم.
وكتبت المنظمة على حسابها على إكس، الخميس ، “بالأمس، رصد طاقم طائرة المراقبة التابعة لنا ثلاث جثث عائمة في المياه الدولية قبالة ليبيا. وفي رحلة ثانية، اكتشفنا جثتين أخريين.
وكتبت المنظمة قبل ذلك “على حد علمنا، لم يتم العثور على الجثث. حاليا، نفترض أن القتلى كانوا ضحايا حطام سفينة لم يُكتشف من قبل. كيف يُمكن للكلمات أن تُعبّر عن مثل هذه الحوادث؟” . كما أبدت المنظمة تضامنها وعبرت على لومها على السياسات الأوروبية قائلة “نُعرب عن تضامننا مع أحباء الغرقى. ونُعرب عن غضبنا على السياسيين الإيطاليين والأوروبيين. يجب ألا ننسى أبدًا أنهم يدوسون على الجثث لتحقيق أهدافهم السياسية”.
وأوردت المنظمة في بيان لها أنه على حد علمها “لم يتم انتشال جثث” وأنه “لا تزال ظروف الوفاة وهويات المتوفين مجهولة”، لكنها أرجعت أنهم “كانوا ضحايا حطام سفينة لم يكتشف بد”، مبدية خشيتها من “وجود المزيد من الجثث في المنطقة” البحرية في وسط البحر المتوسط.
وطالبت المنظمة أيضا في بيانها بإطلاق عملية بحث “وانتشال شاملة على وجه السرعة” من أجل تحديد هويات المتوفين و”إخطار عائلاتهم”.
وتتكرر اكتشافات الجثث ومآسي الغرق في البحر المتوسط، ووفقا للمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية (FTDES)، وهي جمعية تساعد المهاجرين في البلاد، عُثر على “عشرات الجثث” في منتصف يونيو على شواطئ المهدية وصفاقس، في شرق وسط تونس.
وفي الأسبوع الماضي، فتحت السلطات الإسبانية تحقيقا بعد اكتشاف خمس جثث لمهاجرين قبالة جزر البليار، يرجح أنها لمهاجرين تعرضوا للاستغلال من مهربيهم، وفقا لما أفاد به الحرس المدني.
ومنذ بداية العام الحالي، لقي ما لا يقل عن 743 شخصا حتفهم أثناء محاولتهم عبور البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا، من بينهم 538 شخصا على طريق وسط البحر الأبيض المتوسط وحده. وتحذر المنظمة الدولية للهجرة والجهات الحقوقية أن هذا الطريق يظل أخطر طريق هجرة معروف في العالم جراء ممارسات تهريب متزايدة الخطورة، وقدرات إنقاذ محدودة، وقيود متزايدة على العمليات الإنسانية.