أعربت المنظمة الليبية لحقوق الإنسان عن صدمتها البالغة من استمرار صمت الجهات الرسمية تجاه الحالة الصحية العاجلة للطفلة “سوهان”، المصابة بمرض التليف الكيسي، وغياب أي استجابة فعلية من الجهات الحكومية، رغم مناشدات والدتها، خولة نائل، التي أصبحت صوت آلاف الأمهات في ليبيا.
وقالت المنظمة إن قضية “سوهان” ليست استثناءً، بل جزء من مأساة أكبر تطال آلاف الأطفال الليبيين المصابين بالأمراض المزمنة، وسط نظام صحي مهترئ، وحكومات منشغلة بصراعاتها على السلطة.
وأشارت المنظمة في بيان على صفحتها الى وجود أطفال مصابون بداء السكري حُرموا من حقن الأنسولين لأكثر من سنة كاملة، في بلد يُصنّف كواحد من أغنى دول العالم بالنفط! وأطفال يعانون من التوحّد دون أي مراكز تخصصية أو دعم نفسي أو تعليمي، ومرضى التليف الكيسي، السرطان، وفقر الدم الوراثي بلا علاج منتظم، ولا أجهزة، ولا رعاية.
الى جانب انعدام مراكز الأطفال ، و اختفاءالأدوية الحيوية والتحويلات الصحية تسير وفق “الواسطة والولاء” وليس الحاجة الطبية. حسب بيان المنظمة.
وحملت المنظمة في بيانها المجتمع الدولي، ومجلس الأمن، وبعثة الأمم المتحدة في ليبيا جزءًا من المسؤولية الإنسانية والأخلاقية، لدعمهم “عملية سياسية” تتغاضى عن أبسط حقوق الإنسان في الحياة والعلاج.
وجاء ف البيان:” أي بعثة أممية تغض الطرف عن معاناة الأطفال والمرضى، وتُقيم حوارات مع سلطات عاجزة وفاسدة، دون محاسبتها على إخفاقاتها في الحق في الصحة، تُصبح شريكة في التستر على هذه الجرائم.”
وطالبت المنظمة بضرورة ، التحرك الفوري لمعالجة حالة “سوهان”، وضمان علاجها في مركز متخصص.
وفتح ملف الأمراض المزمنة لدى الأطفال ومحاسبة المسؤولين عن نقص الأدوية، وخاصة اختفاء الأنسولين. وأنشاء هيئة وطنية مستقلة تشرف على صحة الأطفال، بالشراكة مع المجتمع المدني وذوي الاختصاص.
ودعوة عاجلة من بعثة الأمم المتحدة لمساءلة الحكومات الليبية عن تدهور الخدمات الصحية وغياب الرعاية المتخصصة.
كما حملت المنظمة السلطات التنفيذية، والمجالس التشريعية، وبعثة الأمم المتحدة، والمجتمع الدولي، المسؤولية الكاملة عن استمرار معاناة الأطفال المرضى، مؤكدة أن هذا الصمت غير مبرر، وغير مقبول، وغير إنساني.
معلنة استمرارها في متابعة هذا الملف على كل المستويات، حتى تتحول الكرامة من شعار إلى حق مكفول.