يتجدد الموعد كل عام مع تقليد ثقافي شعبي يُعرف باسم “الطقطاقة”، في اليوم التاسع من شهر محرّم، الذي يُسمّى باليوم الأصغر، ويُعد هذا اليوم مناسبة خاصة للأطفال الذين يجوبون الأحياء وهم يحملون أدوات مصنوعة يدوياً تصدر أصوات مميزة، تُعرف بـ”الطقطاقة”، احتفاءً بذكرى عاشوراء، وتحديداً في مناطق وادي الشاطئ.
“الطقطاقة” هي أداة تُصنع من عرجون النخيل الأصفر، في فترة نضوج التمر، حيث يُشكّل العرجون بطريقة تقليدية تسمح له بإصدار صوت عند تحريكه، فيتحول إلى لعبة احتفالية ترافق الأطفال في جولاتهم بين البيوت، وخلال هذه الجولات، يردد الصغار عبارات من الموروث الشعبي مثل: “طقطاقتي عاشوراء” و”طقطاقتي عاشورتين، عطونا حلوتين”، وسط ترحيب الأهالي الذين يقدّمون لهم الحلوى والشكولاتة.
في الماضي، كان الأطفال يتلقّون مكافآت بسيطة من البيئة المحلية مثل الفول، الحمص، أو قطع من الهريسة المصنوعة من دقيق الشعير.
ويمثّل هذا الموروث الشعبي أحد أبرز مظاهر الاحتفال بعاشوراء في الجنوب الليبي، حيث يعكس التقاليد الراسخة التي توارثتها الأجيال، ويُرسّخ قيم الترابط الأسري.
ورغم تغيّر أنماط الحياة، لا تزال “الطقطاقة” رمز حي من رموز الهوية الثقافية في وادي الشاطئ، تحظى بمكانة خاصة في ذاكرة السكان، وتُحرص الأسر على تناقلها للأجيال الجديدة كجزء من التاريخ الاجتماعي للمنطقة.
