الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2025-07-30

9:59 صباحًا

أهم اللأخبار

2025-07-30 9:59 صباحًا

الأحزاب السياسية في ليبيا.. أعداد بالجملة وأدوار هشة وأفق غامض

Wide Web

رغم أن المجتمع الليبي لم يعرف تجربة الأحزاب السياسية لعقود طويلة خلال حكم النظام السابق، تبرز اليوم حاجة ملحة لإرساء تنظيمات سياسية قادرة على المشاركة في السلطة عبر عمل سياسي منظم، في ظل تعثر المسارات السياسية وتحديات بناء الدولة.

وتشهد الساحة الليبية جدلا واسعا حول دور الأحزاب في مرحلة انتقالية طال أمدها، وسط دعوات متزايدة إلى تفعيل أدوات تساعد على تحقيق الاستقرار وضمان مشاركة جميع الأطراف دون إقصاء، ما يجعل هذا الموضوع جديرا بالدراسة.

عزوف

وفي هذا الشأن نشر مركز الجبهة الوطنية للدراسات عام 2023 دراسة استطلاعية للباحث إبراهيم البلعزي حول عينة من الأحزاب الليبية أكد فيها أنه رغم إنشاء العديد من الأحزاب السياسية بعد ثورة السابع عشر من فبراير وحدوث أول تجربة انتخابية بعد مرور أكثر من 60 سنة من إلغاء الأحزاب في ليبيا؛ إلا أن الثقافة الحزبية السياسية السائدة لدى المواطن الليبي وانعدام ثقته في هذه الأحزاب سواء من خلال برامجها ورؤيتها أم انتماءاتها السياسية، ساهم في ضعف وعزوف أغلب الليبيين في الانضمام لهذه الأحزاب، إذا لا يتجاوز عدد المنتمين إليها 1% من سكان ليبيا.

التحدي الحقيقي لا يكمن فقط في إحجام المواطنين عن الانتماء للأحزاب وإنما ضعفها وقلة فاعليتها وهو ما أكدته دراسة الباحث عبد السلام عطيوة حول الأحزاب في ليبيا والمشاركة السياسية بعد 2011 والتي نشرت عام 2024 بمجلة القلم المبين حيث بين أن الأحزاب السياسية التي تأسست أو التي في طور التأسيس على الأغلب هي هشه ولا تمتلك القدرة على الفعل، كما أن الطابع القبلي والجهوي هو الغالب عليها ودعا إلى إعادة النظر في تأسيس الأحزاب السياسية على قدر عالي من المسؤولية

التوعية

وبرزت أهمية التوعية بدور الأحزاب السياسية في الدراسة حيث أكدت على أهمية نشر ثقافة الوعي بأهمية دور الأحزاب السياسية بين فئات الشباب، وأهمية دور تخطى المراحل الانتقالية وقيادة البلاد من خلال المشاركة السياسية عبر الأحزاب كما شددت على أهمية أن تؤمن الأحزاب السياسية بالعمل الوطني وأهمية التداول السلمي على السلطة والقبول بأي مخرجات يأتي بها صندوق الاقتراع.

المليشيات

المختنقات لا تكمن فقط في مشاركة المواطنين في الأحزاب التي تتسم بالهشاشة وإنما أيضا في آلية عمل الأحزاب حيث قال الباحث أحمد الغرياني في دراسة نشرها موقع “علاش” سنة 2023 إنه رغم ما أوحت به الطفرة الحزبية من بوادر أمل لحياة سياسية صحية ودولة عصرية ديمقراطية، إلا أن ذلك الأمل لم يلبث أن تبدد، بتنافس الأحزاب نفسها للوصول إلى السلطة عن طريق الاستقواء بالمليشيات المسلحة، فأسست بعض المجاميع الأيديولوجية التي تمتلك مؤسسات حزبية؛ أذرعا عسكرية تمثلها في الصراع المسلح في ظل انعدام أي سيطرة لأجهزة الدولة على المؤسسات الأمنية والعسكرية.

تسويق الأفكار

وأشارت الدراسة إلى أنه توجد في الساحة الليبية اليوم عشرات الأحزاب السياسية، يحمل بعضها أسماء تكاد تكون مكررة، دون أن تكون لها أيديولوجية محددة، ومعظم هذه الأحزاب لا تنشر أدبياتها أو تعريفات واضحة بها وبتوجهاتها وسياساتها وأعضائها، وأضاف إن الامتناع اللافت لمعظم الأحزاب السياسية الليبية عن إظهار ونشر أدبياتها وتوجهاتها ليشي في الواقع بأمرين لا يقلان خطورة عن بعضهما البعض؛ الأول هو غياب الرؤية والأيديولوجية الحقيقية عن معظم هذه الكيانات التي تسمى أحزابا، والثاني هو فكرة أن معظم أحزابنا هي في الحقيقة مجرد دكاكين بقالة يسترزق من ورائها أصحاب الحزب ومؤسسوه عن طريق تسويق المبادئ والأفكار التي تجلب لهم نفعا أكبر ومناصب أعلى.

ورغم كل التحفظات سالفة الذكر يبقى من الضروري الحفاظ على وجود أحزاب سياسية في ليبيا لأنها تقوم بأدوار متنوعة وإن كان بنسب غير مرتفعة منها العمل على تشكيل الرأي العام والمشاركة في الانتخابات كما تعمل على المراقبة والمحاسبة وتحاول التأثير على السياسات العامة من خلال الضغط على الحكومة أو من خلال تقديم مقترحات قوانين أو تعديلات على القوانين القائمة بالإضافة إلى دورها في التوعية والتثقيف.

الأحزاب في ليبيا كيانات لا تزال تشق طريقها في الحياة السياسية وتحاول إيجاد موطئ قدم لها في المشهد المعقد الذي طالت مراحله الانتقالية لكن المؤكد أنها عنصرا أساسي لتحقيق تحول ديمقراطي ناجح في ليبيا.

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة