الشيشباني .. عادة تراثية تُبهج أطفال وادي عتبة في يوم عاشوراء

يحيي الأطفال بمنطقة وادي عتبة عادات تراثية فريدة تعرف باسم “الشيشباني”، وهو من العادات التي توارثها الأهالي جيلاً بعد جيل احتفاءً بذكرى يوم عاشوراء.

وتبدأ هذه العادات منذ صباح يومي التاسع والعاشر من شهر محرّم، حين يخرج الأطفال إلى المزارع والغابات المحيطة بالمنطقة بحثاً عن عراجين النخيل، لصناعة ما يُعرف بـ”الطقطاقة”، وهي قطعة من شجر النخيل بطول شبرين إلى ثلاثة، يتم تقشيرها وتشكيلها بطريقة تُصدر صوت يشبه التصفيق عند تحريكها.

ويجوب الأطفال الأحياء حاملين “الطقطاقة”، مردّدين أهازيج شعبية مثل، “عطيني طقطاقتي أو نقول لخالتي، خالتي مشهية تقلي في القلي صبح وعشية”، ويمرون على البيوت لجمع الصدقات، فتستجيب بعض الأسر بإعطائهم ما تجود به، فيردّد الأطفال فرحين، “هذا بيت سيدنا يعطينا ويزيدنا”.

ومن أبرز ما يميز هذه المناسبة ظهور شخصية “الشيشباني”، وهو رجل يرتدي لباس مصنوع بالكامل من ليف النخيل، لا يظهر من جسده شيء، ويتجوّل مع الأطفال بينما يرددون أهازيج مثل، “الشيشباني ماباني وهذا حال الشيباني”، في مشهد يُدخل البهجة إلى قلوب الصغار ويعيد للأهالي ذكريات الماضي.

وتُمثل هذه الفعالية يوم استثنائي للأطفال، حيث يعيشون أجواء من البهجة واللعب، وسط أهازيج وأغانٍ تخلّد التراث الشعبي، وتحرص العائلات على توثيق هذه اللحظات التي تعكس ارتباط المجتمع بعاداته المتجذرة في الثقافة الشعبية لوادي عتبة.