انطلقت فعاليات مهرجان طرابلس الدولي للمالوف في دورته الثانية عشرة، التي تحمل هذا العام اسم “دورة الشيخ مصطفى محمد أبوجراد”، بتنظيم ورعاية الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون، وذلك بعد غياب دام أكثر من عشر سنوات عن الساحة الثقافية الليبية.
وأقيمت افتتاحية المهرجان في قصر الخلد وسط حضور جماهيري واسع من مختلف المدن الليبية، حيث توافد عشّاق المالوف والموشحات من طرابلس وبنغازي وسبها، إلى جانب مشاركات فنية دولية من تونس.
ويُعد مهرجان المالوف حدث فنّي بارز يحتفي بأحد أهم أشكال التراث الموسيقي في ليبيا، إذ يُبرز الموروث الغنائي الأندلسي الذي امتزج بالنكهة الليبية عبر قرون، ليشكّل نمط موسيقي له رمزيته الثقافية والفنية.
وتتواصل فعاليات المهرجان حتى العاشر من يوليو الجاري، متضمنة عروض موسيقية يومية تُقدّمها فرق متخصصة في أداء المالوف والموشحات، حيث يُركز البرنامج على تنوّع المدارس الموسيقية من مختلف المدن الليبية، مع تسليط الضوء على الأصالة والإبداع في الأداء واللحن، وتمثل هذه الدورة بداية جديدة لمسار فني وثقافي أكثر حضور في المشهد الليبي، وتقديم نسخة تنظيمية تعبّر عن القيمة الفنية للمألوف، وتُعيد لهذا الفن مكانته كجزء من الهوية الثقافية الوطنية.
يُذكر أن الشيخ مصطفى محمد أبوجراد، الذي سُمّيت الدورة باسمه، يُعد من أبرز رموز المالوف الليبي، وترك بصمات واضحة في حفظ هذا الفن وتطويره، وهو ما يجعل تكريمه في هذه الدورة امتداد لتاريخ طويل من العطاء الموسيقي.