الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2025-07-07

10:11 مساءً

أهم اللأخبار

2025-07-07 10:11 مساءً

طمي دمي نصوص في حوار الذات

خلخلة

محمد المسلاتي

( خبز الحزن ) إلى الشاعر يوسف رزوقة / وماجاوره ” بعض مقال من طمي دمي للمؤلفة ” زينب شاهين ” :

لأنني أغادر عبر شرايينك للتو .. أحنو على ترانيم العشق .. بساتين الجازية .. وأروقة السفيرة عزيزة .. يالحمق المجرات المضاءة .. بانسياب المسافات تطالعك بوجوم الأحاجي وصخب الحكايات .. من مقتنيات متناثرة هنا وهناك .. نعقد الخشب ونلبسه الرداء وننقش على عوده عروسا تنطلق في مداه ..

( معزوفة ) بعض مقال من طمي دمي للمؤلفة ” زينب شاهين ” :

نشوة تعتريني .. أطير .. أحلق .. ربما إلى عالم فسيح يضيق بحلم صغير .. عالم لا تحت ولا فوق .. أبحث فيه عن هزة شوق .. تساقط خجلا .. تساقط أ/لا .. أستمع إلى صوت يدوي ” هزي إليك بجذع النخلة .. حتى تكوني أنت .. حتى تكوني الصوت الأوحد في الصمت .. لا تبتئسي .. هذا مخاض آخر .. مخاض في القلب وفي العقل ..

( زغب في جناح مهيض ) بعض مقال من طمي دمي للمؤلفة ” زينب شاهين ” :

ملعون من يقف أمام حر يعدو في رياض أحلامه .. ما أجمل شغب التشكيليين يدفقون ألوانهم على ورق أبيض .. يعزفون من خلاله ألحان التفرد .. ما أحلى طعم الخبز المعجون بعرق نقي .. ما أطهر قلما سطر موقفا يقول لا للظلم .. لا للتردد .. لا للمزايدة .. ولا للإقصاء والمصادرة .. وما أعظم أن تعيش على شريعة قلبك تستنشق ملء رئتيك هواء لا يضاهيه هواء .. إنها حرية أن تكون أنت .. لا سواك .

ثمة نصوص يصعب تصنيفها بإسنادها إلى جنس أدبي بعينه .. نصوص مفتوحة تجمع بين الخاطرة والدفقة الشعرية والحالة القصصية والمتن الحكائي . ونصوص الكاتبة ( زينب شاهين ) تقع ضمن هذه النوعية من النصوص .

ولعل أهم ما يكتشفه القارئ في هذه النصوص هو ذلك الشعور العميق والحس المرهف تجاه كل القضايا الاجتماعية والإنسانية .. وبمقاربتها لعوالم الطفولة وإيلاج فضاءاتها برومانسية حالمة تشد القارئ ليطلب المزيد ..ولقد عرفت الكاتبة ( زينب شاهين ) صحافية ذات مقدرة وكاتبة لها أسلوبها الخاص في تناول القضايا الاجتماعية وعرضها بموضوعية وتحليلها بدقة .. لكن هذه النصوص تبدو مختلفة عما عرفته عن كتاباتها الصحافية التي نطالعها على صفحات الصحف باستمرار .. إنها نصوص تمنحنا الجانب الآخر لهذه الكاتبة .. الجانب الذي يكمن في حواراتالذات .. وما يضطرم من مشاعر داخلية نحو الآخرين وبعواطف إنسانية مرهفة الحس .

فالنصوص تنتقل بنا وترحل من محطة لأخرى لتشكل رابطا إنسانيا في العلاقات الإنسانية وعواطفها المتأججة ” الطفولة , الأمومة , الحب , الأبوة , لكنها محطات تعبرها النصوص في شاعرية عفوية من دون تكلف أو تصنع .. نصوص تتسم بالبساطة والعمق .. تؤكد على قدرة الكاتبة في التعامل مع السهل الممتنع .

ولعل مايؤخذ على الكاتبة هو اختصارها لبعض النصوص .. مايجعل القارئ يشعر أنه في حاجة إلى المزيد من تدفق النص وانسيابه لإشباع نهمه المتواصل .. فالكاتبة تأخذ القارئ إلى جوانيات أعماقها وترحل به إلى عوالمها القصية .. لكنها تقف عند محطة  أخرى قبل أن يتمكن القارئ من التقاط أنفاسه مع النص السابق .. وكنت أتمنى لو أن الكاتبة توسعت في كتابها بإذافة المزيد من النصوص إلى هذا الإصدار لتزيد من إحساسنا بمتعة القراءة .. وتعمق فينا المزيد من المشاعر الإنسانية .. وبالرغم من كل ذلك فإن هذه النصوص تعتبر إضافة إلى كتابة النص المفتوح والمقالة الأدبية التي أصبحت تفتقر إليها ساحاتنا الثقافية .

__________________________ **

قرأ القاص الكبير محمد المسلاتي هذه النصوص في 13/4/2007 م وكانت مقدمة لكتابها المقالي ( طمي دمي ) الصادر عن مجلس الثقافة العام 2008م من القطع المتوسط يقع في 135 صفحة .

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة