انتشر مقطع فيديو أعدته هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، يظهر أفرادا من الشرطة الفرنسية وهم يقومون بثقب أحد القوارب المطاطية في مياه بحر المانش على مقربة من الشواطئ الفرنسية رادعين مجموعة من المهاجرين من الذهاب إلى المملكة المتحدة.
وكان قد تحضر نحو 30 مهاجراً غير نظامي للذهاب إلى المملكة المتحدة، يوم الجمعة 4 يوليو، على أحد الشواطئ جنوب بولوني-سور-مير.
وفي التفاصيل التي وردت في الفيديو، والتي نقلها الصحافي البريطاني وهو مبتل قرب القارب لنقل وقائع عملية ردع الشرطة للمهاجرين، أتى رجال الشرطة وتقدموا بضع أمتار في مياه بحر المانش حتى ابتلت ركابهم وقاموا على الفور بثقب القارب المطاطي الذي يكتظ داخله المهاجرون بالسكاكين. وبدأ القارب بإفراغ الهواء وبدأ من عليه بالصراخ، وبعضهم سأل بالإنكليزية “لماذا تفعلون بنا هذا؟”، ثم تهاووا في المياه غير العميقة في مشهد فوضى ورعب.
وشوهدت أيضا فتاة صغيرة وتبدو على ملامحها الصدمة قبل أن يعود المهاجرون نحو رمال الشاطئ وكانوا يرتدون سترات النجاة البرتقالية، في وقت سحب فيه رجال الشرطة القارب المثقوب مفرغا من هوائه نحو الشاطئ أيضا.
وأكدت محافظة “أو-دو-فرانس” الشمالية التفاصيل الواردة في الفيديو، وفقا لما نقلته وسائل إعلام محلية ، مؤكدة أن القارب كان يحمل حوالي 30 شخصا “عندما وصل حوالي 50 مهاجرا، رجالا ونساء وأطفالا، إلى الشاطئ”، وأضافت أن ستة من رجال الشرطة بقوا “لتأمين القارب أثناء الصعود، وفقا للأوامر”، وأن “الأشخاص في الماء في مؤخرة القارب الصغير كانوا في حالة خطر داهم”، وأن رجال الشرطة تحركوا لمنع “تعريض الركاب للخطر”، وأنه “لم يصب أحد بأذى و لم نضطر لطلب مساعدة طبية طارئة”.
وبررت وزارة الداخلية الفرنسية ما قام به رجال الشرطة بالقول إنها “تثق ثقة تامة بالمحافظ وقوات الأمن”. وأضافت حول الحادثة إنه “في هذه الحالة، تدخلت قوات الدرك لإنقاذ قارب في حالة خطر، على بُعد عشرات الأمتار من الشاطئ. كان القاربُ المُحمل فوق طاقته يغرق، وكان المهاجرون يحاولون الصعود إليه مُخاطرين بالوقوع على مروحة القارب. فتدخلت قوات الدرك، وقد وصل منسوب المياه إلى ركبهم، لإنقاذ الأشخاص المُعرضين للخطر، وسحب القارب إلى الشاطئ، وتعطيله”.
وقال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الجمعة “ما شاهدناه هذا الصباح كان لحظة مهمة”. وأضاف “نرحب بتدخل سلطات إنفاذ القانون الفرنسية في المياه الضحلة، وما شاهدتموه في الأسابيع الأخيرة هو نهج أكثر صرامة”. وتابع “نشهد استخدام أساليب جديدة لتعطيل هذه القوارب قبل أن تبدأ رحلتها”.
وحسب قانون البحار، يمنع على السلطات التقدم والتدخل في مياه البحر إلا في حالة إنقاذ الأرواح. ويحظر القانون البحري التدخل في البحر على اعتبار ذلك ممارسة خطرة”.
وأثار هذا الأمر ردود الفعل المستنكرة من المنظمات والجمعيات المعنية بحقوق المهاجرين.
وردت جمعية “يوتوبيا 56” المعنية بشؤون المهاجرين بخصوص هذا الفيديو وكتبت على إكس، “هذه الصور يتم تداولها منذ الجمعة، وهدفها الدفع للاعتقاد بأن ملايين اليوروهات التي تدفعها المملكة المتحدة إلى فرنسا تفيد بشيء ما. رجال الدرك هؤلاء لا ينقذون الأرواح بل يضعونها تحت الخطر”.
كما قالت مؤسسة الجمعية، داني باتو، لـ”فرانس أنفو” منتقدة سلوك الشرطة أيضا إنها “ممارسة غير إنسانية”. وأضافت أنها “عبثية ولا تفضي إلى أي نتيجة” وتذكر “بمشاهد حرب تتشكف على الساحل”. واستنكرت أيضا “سنوات القمع التي تتفاقم وتسبب وفيات إضافية” في بحر المانش. وحللت أنه “الآن، نواجه تغييرا بضغط من القوات البريطانية والحكومة الفرنسية، مع تغيير برونو روتايو، وزير الداخلية، لمساره على ما يبدو”.
