توفي اليوم الخميس الشيخ السعودي ربيع بن هادي محمد عمير المدخلي، عن عمر ناهز 92 عاما، بعد معاناة طويلة مع المرض خلال السنوات الأخيرة.
ويعد الشيخ المدخلي من أبرز علماء أهل السنة والجماعة في العصر الحديث، وقد عُرف باهتمامه بعلم الحديث والعقيدة، وكان له دور بارز في نشر السنة والدفاع عنها.
وأكد مقربون من عائلته أن حالته الصحية تدهورت مؤخرا بسبب أمراض الشيخوخة والضعف العام بالجسم، حيث نُقل عدة مرات إلى المستشفى خلال العامين الماضيين لتلقي الرعاية الطبية المكثفة، قبل أن يدخل في حالة حرجة الأيام الأخيرة، إلى أن أعلن خبر وفاته رسميا وسط حالة حزن كبيرة في الأوساط العلمية والدعوية.
ولد الشيخ المدخلي عام 1932م في قرية الجرادية بمحافظة صامطة في السعودية، والتحق بحلقة التعليم في قريته منذ طفولته، حيث تعلم الخط والقراءة وتتلمذ على يد الشيخ شيبان العريشي.
تخرج في المعهد العلمي عام 1961م، ثم التحق بكلية الشريعة بالرياض لفترة وجيزة قبل انتقاله إلى المدينة المنورة للدراسة في الجامعة الإسلامية، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الشريعة عام 1964م.
بدأ مسيرته العملية مدرسا في معهد الجامعة الإسلامية، ثم أكمل دراساته العليا فحصل على الماجستير في علم الحديث من جامعة الملك عبد العزيز عام 1977 برسالته الشهيرة “بين الإمامين مسلم والدارقطني”.
ونال عام 1980 درجة الدكتوراه بتقدير ممتاز برسالته “النكت على كتاب ابن الصلاح” للحافظ ابن حجر، ثم عاد للتدريس في كلية الحديث الشريف بالجامعة الإسلامية وتولى لاحقًا رئاسة قسم السنة بالدراسات العليا.
تأثر الشيخ خلال مسيرته العلمية بعدد من كبار العلماء، منهم الشيخ عبد العزيز بن باز، ومحمد ناصر الدين الألباني، ومحمد بن صالح العثيمين، ومحمد أمان الجامي، فيما تتلمذ عليه عدد من طلاب العلم البارزين.
ترك الشيخ المدخلي إرثا علميا غنيا من المؤلفات، من أبرزها: كشف موقف الغزالي من السنة وأهلها، مذكرة في الحديث النبوي، التعصب الذميم وآثاره، منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله فيه الحكمة والعقل.
ونعت الأوساط العلمية والدعوية والهيئة العامة للأوقاف والشؤون الإسلامية الشيخ ربيع المدخلي، سائلة الله أن يغفر له ويرحمه، ويرفع درجته في عليين، مؤكدة أن وفاته تمثل خسارة كبيرة للأمة الإسلامية.
