احتضن “حوش محمود بي” بالمدينة القديمة بطرابلس أمسية تراثية بعنوان “عاشوراء يا حبيّب”، استُحضرت فيها عادات وتقاليد يوم عاشوراء كما كانت تُعاش في طرابلس قديماً، من أناشيد ودقّة، ولمّة وأجواء عامرة بالفرح والروح الجماعية.
الأمسية جاءت في سياق مبادرات إحياء التراث اللّامادي، وسلطت الضوء على المظاهر الاحتفالية الشعبية المرتبطة بعاشوراء، التي كانت تملأ زنقات المدينة القديمة بالأنغام والتكبيرات، وتحمل طابع اجتماعي وروحي يتوارثه الطرابلسيون جيل بعد جيل.
الحديث خلال الأمسية دار حول روح المناسبة وما تحمله من معانٍ لا تزال حاضرة في الذاكرة الجمعية لأهالي المدينة، حيث استرجع الحاضرون قصص وصور من زمن عاشوراء، وتشاركوا ذكريات طفولية عن “الدقّة” و”القنديل” وعادات الأحياء القديمة التي كانت تفيض بالتضامن والمحبة.
شهدت الفعالية حضور من محبي التراث والمهتمين بالثقافة، وامتزجت فيها الأهازيج الشعبية بنفحات التاريخ، في فضاء تقليدي يعكس عراقة مدينة طرابلس وتنوعها الثقافي والروحي.
أمسية “عاشوراء يا حبيّب” لم تكن مجرد احتفال، بل محطة نابضة بإحياء الذاكرة وتوثيق موروث ثقافي غني يُراد له أن يبقى حاضر في وجدان الأجيال القادمة، في مدينة لا تزال تحافظ على روحها الأصيلة رغم كل التحديات.