التقت “المنصة الليبية” بالفنانة التشكيلية سعاد الترهوني، التي تعتبر من أبرز الأسماء في الساحة التشكيلية الليبية، لما تتمتع به من مسيرة حافلة بالإبداع والمثابرة والمشاركة المستمرة في المعارض داخل ليبيا وخارجها.
الترهوني التي بدأت علاقتها بالرسم منذ الطفولة، تحدثت عن شغفها المبكر بالفن، حيث اعتادت رسم تفاصيل محيطها الاجتماعي، لاسيما أجواء المدرسة الابتدائية، وانتظارها لحصص الرسم بشغف كبير، وسط تشجيع محفز من معلميها آنذاك.
وتحمل أعمال الترهوني رؤية فنية واضحة، تجمع بين الوعي الثقافي والبصيرة التشكيلية، حيث تسعى من خلال لوحاتها إلى تقديم صورة بصرية حوارية تعكس مخزون ليبيا الجمالي والتاريخي. وتقول إن تجربتها مستمدة من قراءتها المتأملة لمكونات الوطن، محاولة عبر الفن إعادة إنتاج ليبيا وفق رؤيتها الإبداعية.
وخلال حديثها، أبدت الترهوني أسفها لما وصفته بتهميش دور الفنان الليبي، وانتقدت غياب أي اهتمام جدي من وزارة الثقافة، مشيرة إلى أن الفنانين لا يتلقون أي دعوات أو التفات رسمي لمشاركتهم أو عرض أعمالهم، كما أوضحت أن المعارض الفنية الحالية تفتقر إلى المقومات التي ترفع من مكانة الفنان الليبي، ولا تحظى باهتمام فعلي من الجهات المختصة.
واستذكرت الفنانة فترة سابقة كانت تزدهر فيها المشاركات الفنية، حيث كانت لوحات الفنانين تُباع بالكامل خلال المعارض المحلية والخارجية، في دلالة على جودة العمل الفني وتقديره من قبل الجمهور، بعكس ما وصفته بالركود الذي يسيطر على المشهد اليوم.
يبقى صوت الفنانة سعاد الترهوني تعبير صادق عن معاناة عدد كبير من المبدعين الليبيين، الذين يجدون أنفسهم في مواجهة واقع صعب وسط غياب قنوات رسمية فاعلة للاهتمام بالفنون البصرية وتطويرها في ليبيا.
