من مدينة كانت تحت الركام، تنهض درنة اليوم من بين أنقاض الوجع، لتفتح ذراعيها مجددًا للحياة، ولتكتب فصلاً جديدًا من الأمل، وهي تحتضن افتتاح بطولة أفريقيا للميني فوتبول لأول مرة في تاريخها.
قبل عامين فقط، كانت درنة تبكي أبناءها، وتودّع أحلامًا جرفها الإعصار في ليلة مأساوية لن ينساها التاريخ. ولكن بالأمس، عادت الموسيقى لتُسمع في شوارعها، وعادت الأعلام تُرفرف على مدرجات ملاعبها، وعاد الفرح إلى قلوب سكانها، ولو قليلاً.
افتتاح البطولة لم يكن مجرد حدث رياضي، بل كان لحظة إنسانية عميقة. لحظة تختصر سنوات من الألم، وشهورًا من الحداد، لكنها في ذات الوقت تؤكد أن درنة لم تمت… بل هي تقف اليوم شامخة، مستقبلةً أشقاءها من المنتخبات الأفريقية، برسالة تقول: “نحن هنا، ما زلنا نحلم، ونحب، ونلعب.”
تزين الحفل بألوان الأمل، وشارك فيه أبناء المدينة الذين تحدوا الحزن، ورسموا على وجوههم ابتسامة تصرّ على الحياة. وتفاعل الجمهور بحرارة مع الفِرق المشاركة، وكأن كل هتاف في المدرجات كان دعاءً جماعيًا بالنهوض والتعافي.
درنة، التي كانت عنوانًا للمأساة، أصبحت اليوم عنوانًا للصمود. وافتتاح بطولة أفريقيا للميني فوتبول فيها، هو أكثر من مباراة… هو انتصار إنساني، وصرخة من تحت الركام تقول: “الرياضة تُداوي، والروح لا تُكسر.”