دعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى “تضامن دولي عاجل” مع مصر، بعد أن تجاوز عدد اللاجئين وطالبي اللجوء المسجلين فيها حاجز المليون شخص، غالبيتهم من السودانيين، بالإضافة إلى سوريين ويمنيين وليبيين، بحسب بيان أصدرته المنظمة نهاية يونيو الماضي.
وأكدت المفوضية أن الحرب المستمرة في السودان منذ أبريل 2023 ساهمت في هذا الارتفاع، حيث فر الملايين من المدنيين عبر الحدود، وتجاوز عدد اللاجئين السودانيين في مصر وحدها 1.5 مليون، لتصبح بذلك “أكبر دولة مضيفة للاجئين السودانيين”، وفقاً لما صرح به المتحدث باسم المفوضية يوجين بيون.
وأشار البيان إلى أن عدد طالبي اللجوء في مصر ارتفع لمستويات غير مسبوقة، لتحتل المرتبة الثانية عالميًا بعد الولايات المتحدة من حيث حجم طلبات اللجوء، بينما يشكل السودانيون حوالي 74% من إجمالي اللاجئين، إلى جانب جنسيات أخرى بينها إريتريا، جنوب السودان، سوريا، اليمن، وليبيا.
ووفقًا لتقديرات المنظمة الدولية للهجرة لعام 2022، استضافت مصر نحو 9 ملايين مهاجر من 133 جنسية، تصدّرهم السودانيون بنحو 4 ملايين شخص، تلاهم السوريون بمليون ونصف، ثم اليمنيون والليبيون بعدد يناهز المليون لكل منهما، في ظل استمرار تدفقهم نتيجة الأزمات المتلاحقة في بلدانهم، خصوصًا في ليبيا. وشكّلت هذه الجنسيات الأربع ما نسبته 80% من إجمالي المهاجرين الدوليين المقيمين في مصر آنذاك.
وفي تعليقها على الوضع قالت حنان حمدان ممثلة المفوضية لدى الحكومة المصرية وجامعة الدول العربية: “هذا الحدث المأساوي يتجاوز مجرد الأرقام. إنه يُجسد معاناة اللاجئين وكرم الدولة المصرية في احتضانهم”، منبهة في الوقت ذاته إلى أن المفوضية تعمل حاليًا بـ29% فقط من التمويل المطلوب، مع فجوة تمويلية تُقدَّر بـ97 مليون دولار، مما انعكس سلبًا على المساعدات والخدمات الأساسية، وترك آلاف اللاجئين دون دعم كافٍ.
وأشارت المفوضية إلى أن أكثر من 50 ألف طفل معرضون لخطر التسرب المدرسي، وتقلصت فرص الحصول على الرعاية الصحية، كما فَقَد العديد من اللاجئين المساعدات النقدية الشهرية التي يعتمدون عليها.
على الجانب الآخر، تحدث الكاتب أكرم الألفي عن تأثير شرائح معينة من المهاجرين بشكل إيجابي على الاقتصاد المصري، مشيرًا إلى أن العديد من السوريين والسودانيين بمن فيهم ليبيون ينتمون إلى الطبقة المتوسطة والعليا ونجحوا في إقامة استثمارات حيوية في مجالات العقارات والتجارة والصناعة، ما جعلهم مصدراً للعملة الأجنبية وساهموا في تنشيط قطاعات اقتصادية عديدة.
ويأتي هذا النداء في وقت تشهد فيه المنطقة أزمات متعددة، من بينها الحرب في السودان، والعدوان على غزة، والانقسامات السياسية والأمنية في ليبيا، ما يزيد من الضغوط على الدول المستقبلة للاجئين، وعلى رأسها مصر.
