ضمن مشاركة إقليمية فاعلة، شاركت المنطقة الحرة الجوف وشركة الوطن القابضة، إلى جانب غرفة التجارة والصناعة والزراعة بنغازي، في منتدى الأعمال الليبي المصري في نسخته الرابعة، الذي انعقد بمدينة الإسكندرية بجمهورية مصر العربية تحت شعار: “مصر وليبيا نحو تنمية مستدامة ومتكاملة”.
وجاءت المشاركة الليبية استجابةً لدعوة الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة ليبيا، في إطار السعي لتعزيز الشراكات الثنائية، وتفعيل أدوار القطاع الخاص، والانفتاح على الأسواق الإقليمية والدولية، وسط حضور رفيع من ممثلي الحكومات ورجال الأعمال من الجانبين.
في كلمته خلال المنتدى، أكد الربان محمد العشيبي، رئيس مجلس إدارة شركة الوطن للتوكيلات الملاحية وممثل المنطقة الحرة الجوف، على الرؤية الاستراتيجية لجعل ليبيا مركزًا محوريًا في مجال النقل الدولي، خاصة عبر استهداف الدول المجاورة غير الساحلية، ضمن خطط تنمية تجارة العبور.
وأشار العشيبي إلى التزام الشركة والمنطقة الحرة الجوف بتنفيذ سياسات القيادة العامة لتحقيق أهداف رؤية ليبيا 2030، والتركيز على تمكين الشراكة بين القطاعين العام والخاص كرافعة للتنمية الشاملة.
من جهته، استعرض الدكتور ماجد الحاسية، رئيس مجلس إدارة شركة الوطن للنقل والخدمات اللوجستية، دور شركة الوطن القابضة التابعة للقوات المسلحة الليبية – في دعم الأمن اللوجستي، من خلال إدارة قوافل الجوف، وتوفير خدمات نقل متكاملة وفقًا لمعايير تشغيل محلية وعالمية.
وشدد الحاسية على أهمية تحديث البنية التحتية لقطاع النقل، بما يواكب متطلبات تجارة العبور الدولية، ويعزز من تنافسية ليبيا كممر لوجستي إقليمي.
وفي السياق ذاته، استعرض المهندس مصعب كانون، عضو مجلس الإدارة ومدير إدارة العمليات بالشركة، أبرز إنجازات “الوطن للنقل”، مشيرًا إلى النجاحات المحققة في مجالات الصادرات والواردات مع دول الجوار، والتقدم الملحوظ في التحول الرقمي باستخدام التطبيقات الذكية في إدارة العمليات اللوجستية.
من جانبها، شاركت غرفة التجارة والصناعة والزراعة بنغازي في المنتدى، ضمن رؤيتها الاستراتيجية لتقوية العلاقات الإقليمية، وتمكين القطاع الخاص من أداء دوره التنموي.
وأكدت الغرفة أن مشاركتها تأتي بهدف توسيع الشراكات الدولية التي تعزز الاقتصاد الوطني، وتساهم في دعم الاستقرار والتنمية المستدامة في ليبيا.
وفي كلمة رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية، أحمد الوكيل، أكد أن العلاقات المصرية الليبية تاريخية ومتجذّرة، مشيرًا إلى أن الصادرات المصرية إلى ليبيا تجاوزت 2 مليار دولار، لتحتل المرتبة الأولى أفريقيًا والثالثة عربيًا.
غير أن الوكيل عبّر عن قلقه من تراجع عدد الشركات الليبية العاملة في مصر بنسبة 25%، إلى 511 شركة فقط، ودعا إلى معالجة تحديات مثل تأخر فتح الاعتمادات البنكية وسداد المديونيات، ومشاكل عبور الشاحنات.
كما كشف الوكيل عن الانتهاء من دراسات إنشاء مركز لوجستي عالمي بجوار منفذ السلوم بمنطقة الهضبة، لدعم التجارة الثنائية وتوسيعها نحو أسواق الجوار، بالتكامل مع شبكات نقل إقليمية تشمل الطريق المتوسطي وطريق “الإسكندرية–كيب تاون”.
دعا الوكيل إلى انتقال العلاقات الليبية المصرية من الإطار الثنائي إلى شراكة استراتيجية أفريقية، خاصة في ظل فرص منطقة التجارة الحرة القارية التي تتجاوز قيمة أسواقها 1.4 تريليون دولار.
وأشار إلى أن هناك فرصة كبيرة لتكامل الخبرات المصرية مع رأس المال الليبي في تنفيذ مشروعات النقل، والموانئ، والصناعات الغذائية والبتروكيماوية ومواد البناء، مع الدعوة إلى إعادة أكثر من مليوني عامل مصري للعمل في ليبيا، بما يخدم اقتصاد البلدين.
جاءت المشاركة الليبية في المنتدى في وقت تزداد فيه أهمية التكامل الاقتصادي بين ليبيا ومصر، وخصوصًا في ظل المتغيرات الإقليمية، وحاجة البلدين إلى تكثيف التعاون في مجالات النقل واللوجستيات والاستثمار، بما يسهم في بناء شراكات تحقق التنمية والاستقرار والتكامل المستدام.
