خلود الفلاح
قالت وجدان شكري عياش : الصحفيةُ والشاعرةُ خلود الفلاح التي أقلقت بياضَ الحرفِ بِنزقِ أُمنياتِها وأطلقت رماد أسئلتِها في وجهِ حزنِي ، وراهنت على تمزيقِ غلالةِ حُزني ونبشِ ما كان غافياً في حضنِ الحرفِ فكان حِوارها معي على تأصيلِ ما للحُبِ للحُبِ وما لقصير فهو لجمرِ الكتابةِ …
والحقيقة وجــدان ..أفــقٌ آخر في فضاءِ الكلمةِ ، عندما تحدِثُك ترى في عينيها الكثيرَ من الحنينِ ،لا تدري لمن ، كلماتها تعزِفُ لحناً مُنفرِداً ،قلبها بكــلِ مــا يحمِلُ من همومٍ ولحظاتِ فشلٍ ، دائمُ الخُضرةِ ، تعشقُ القلمَ وتهوى الكلمةَ ..
الأنثى بِداخلها ينبوعٌ مُتدفِقٌ بالعطاءِ والحبِ ، حُبٌ للفرحِ ، للحياةِ ، للطبيعةِ ، للأملِ..
الشعــرُ فــي حياتها مثل الدماء التي تجري في الشرايين ، الحروفُ تشتعِلُ بداخلها فتغري القلمَ بتشكيلها على هيأةِ كلماتٍ تعودُ وتتشكل قصائد ..
بدأت خطواتها الأولي مع الخاطرةِ ثم القصيدة..
القصيدةُ قد بدا واضحاً عليها في السنتين الأخيرتين أن هناك ألماً ما فجر ينابيع الإبداع لديها لتأخذ منحي جديداً ورائقاً ..

هل هي رغبةٌ في التجديدِ ؟ أم أنها حالةٌ مرت بها الشاعرةُ فكان في نتاجِها هذا التحول ، تقرأها فتحسُ أن هناك خِطاباً أتياً من عالمٍ بعيد وهناك ولهٌ يقابله جدار،وجدارٌ خلفه الصمت،وولهٌ يرتدُ إلى عيون الشاعرةِ فــلا تــري غير الدموع قطراتٌ تنسابُ قصائد لِرجُلٍ واحدٍ ، ربما . وربما كما قال عنها الأديب سالم العبار :
(( سِرُ الإبداعِ أن تكتشفَ عُمق الأشياء بِذاكرةِ طفلٍ وقلبِ أنثى ، أن تجعلَ هذا الظاهِرَ المخفي ساحةً خصبةً لاكتشافِ الذاتِ في أدقِ أدقِ تفاصيلها ، أن تُعيدَ ترتيبَ الكون وِفق سَؤالٍ ملحاحٍ لا يُسلِمُ بالجاهزِ المقولب المؤطر بالإحاطةِ والشمولِ ، سرُ الإبداعِ أن تكشفَ من أنت ، أن تُعيدَ النظرَ في مراتبية حروف الهجاء من الألفِ إلى الياءِ ، أن تجعلَ الذاكرةَ في نقطةِ الصفرِ مُتوهجةً متوثبةً مشاكسةً ، حينها ستكتشِفُ أن الحواسَ تفوقُ الرقم َ المُغلق وأن في الحروفِ خُصوبة لا تُحدُ وأن الذائقةَ الجديدة نُزوعٌ إلى الخلقِ على غيرِ مِثال ، وهذا ما فعلته ” وجدان شكري عياش ” التي لم تقف موقِفَ المُنقاد للجاهزِ والمُتكررِ بدءً من حُروفِ أسمها وأنتهاءً بأدقِ تفاصيلها الحياتية بإيقاعٍ دراماتيكي بين المأساةِ والملهاةِ التي تختزِلُها لفظةً واحدةً من لُغتِها المُتوقدة بحرارةِ العاطفةِ والذاكرةِ الخصبةِ القادرة على الِتقاطِ الهامشي وإحالتهِ إلى سؤالٍ مُتحفزٍ يَقودك إلى مناجم من الأسئلةِ السهلةِ العصية )) .