الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2025-09-10

5:31 صباحًا

أهم اللأخبار

2025-09-10 5:31 صباحًا

شاعر يرى الشعر قدره والكتابة سفر جميل

01

 عبدالحميد بطاو

عبدالحميد عبدالسلام بطاو وأنا أبحث عن سيرته الأدبية العطرة الكبيرة المهمة عرفت عنه : أنه من مواليد 15 إبريل 1942 في درنة وفيها تلقى تعليمه بداية بمدرسة النور الابتدائية بدرنة .. ومنذ صغره تعلق بالكتاب والقراءة بكل صنوفها مرتبطا بشكل وثيق بالشعر .. عاش ناقدا لكل حال متضعضع تمكن من إحباط المواطن وضياع حال الوطن وكتب كثيرا بل ربما كل كتاباته كانت نقدا لغرض الإصلاح حتى أنه دخل في مشاكل عدة مع السلطات ولكنه عاش معارضا للبؤس مناصرا البؤساء .. رغم ذلك  شارك في أغلب المهرجانات الشعرية بكل المدن الليبية .. ومهرجان أيام ليبية في المغرب, ومهرجان المربد بالعراق 87, 88, 89. كما أن له مساهمات في مجال المسرح الشعري. تقلد بعض المناصب مثل رئيس الأندية والاتحادات الرياضية بمدينة درنة, وأمين خزينة , ومسؤول مكتب النشر والتوزيع والإعلان بدرنة. إصداراته : – تراكم الأمور الصعبة (شعر) 1976. – بكائية جالبة المطر (شعر) 1985. – الموت أثناء الرقص (مسرح) 1985. – الجسر (مسرح) 1986. – الزفاف يتم الآن (مسرح) 1989. – عندما صمت المغني (شعر) 1997. – أيضاً الموت (شعر). – مرثية مرائية (شعر). – عروس البسوس (مسرح). – انتظار جودات (مسرح). – موش عارف كيف (شعر شعبي). – أين هم الآن (شعر) 2019. نال الجائزة الأولى للشعر في الملتقى الأدبي الأول بطرابلس 1974, وفي التأليف المسرحي بمسرحية شعرية عنوانها طوفان الأطفال 1990, كما تم تكريمه كرائد من رواد الثقافة الليبية 1991 بمدينة بنغازي .. في قادم السرد الحياتي لشاعرنا وكاتبنا المسرحي الجهبذ سأترك الحكايا تأتي القارئ عن لسانه ليستمتع بما يقول ذلك الحكواتي الذي عاصرناه وجذبنا في الأماسي حينما يحكي بطلاوة لسان وقدرة جذب السامعين له سبب كتابته لقصيدة ما أو مسرحية أو لموقف حياتي عارضه .. وهو القائل :

” إنني عشت كلّ هذهِ السنوات التي مضت ، بالطول والعرض ، وشبعت خلالها فقرا ً ، ومعاناة ، وجوعا ً ، وتعبا ً ، وسجنا ً”

….   ……   ……   ….

” أريد أن أشكل شهادة تاريخية لحياتي وحياة الناس

هذا هو بطاو .. حياة مختصرة تعدلت بعض الشيء كما يقول وكما يُرى .. لكنه عانى كثيرا وهذا يعرفه الجميع كما يرويه هو عن لسانه : منجزاتي الثقافية هي التي أعطتني الحق للمشاركات الخارجية رغم معاناتي إبان النظام السابق (لن استعرض الآن ما عانيته) ولكنني وعلى مدى اربعين عامًا وأنا أكتب الشعر بالفصحى والعامية لم اكتب أي شطره أمجد فيها السلطة بل كانت كل قصائدي (استفزازية) وتجسد مواقفي (وهذا سر حيويتي إنه تواؤمي مع نفسي) ونعم حضرت أربع دورات لمهرجان المربد الشهير بالعراق وشاركت في وفود مثلت فيها بلادي إلى كثير من الدول وشاركت في كل مهرجانات الحرية داخل ليبيا .. شاركت مهرجان المربد بالعراق لأربع مواسم بمدينة بغداد من العام 1987 وحتى 1999، ومثَّلت ليبيا في مهرجانات شعرية بكل من تونس والمغرب والقاهرة والجزائر، وفزت بجائزة الدولة التقديرية العام 2010، والجائزة الأولى في أكبر مسابقة للتألف المسرحي في ليبيا العام 1987، وفازت مسرحيتك «معزوفة الكبرياء» بجائزة أفضل نص بمهرجان مسرحي بالبيضاء، وكُرِمت بطرابلس وبنغازي والبيضاء .. ولكن يبقى الفيصل ( ما نوع مشاركاتي وأي قصائد أقولها بهذه المشاركات «وأنا القى شعرى من الذاكرة دائمًا» ونعم كرمت في اغلب مدن ليبيا وهذا شرف ازهو وأعتز به كما كرمت بجائزة الدولة التقديرية عام 2010م وقد اعطيت لكثيرين وانا استحقها ( واقسم إنني لم اسع إليها) اما جوائز المسابقات والمشاركات فهي (بحكم جودة بضاعتي ولا شيء غيره) نعم نلت الجائزة الأولى في مسابقة التأليف المسرحي عام 1989م على مستوى ليبيا وهذا بفضل النص المسرحي الشعرى الذى شاركت به في هذه المسابقة كما تحصلت على جائزة (أفضل نص) في المهرجان التجريبي الثاني بالبيضاء عام 2003م (لم استلم القيمة النقدية للجائزة ولا اعلم دخلت أي جيب) ختامًا كثيرون اتهمونى تهمًا كثيرة حول هذا الموضوع وما يعنيني هو ما قلته في قصيدتي (الكيمياء) .

كل شيء يعود إلى أصله حينما ينصهر

فلماذا العجب !!!

كل مسخ يحاول أن يتمازج في غيره

يتأقلم حسب الظروف وحسب الطلب

غير أنه في لحظة الاختبار الرهيب

وحين تـُهزّ افــرع .. سيبقى الصحيح صحيحًا

ويسقط من كان يخفى العـطب

كلنـا نسـتطيع خداع الكثير من الناس

لكننا .. حينما نخـتلى وحـدنا ونواجـه أنفسـنا

هل ترانـا نجــيد الهـرب .. بـعض هـذى المعـادن

فيه بريق مثير .. فهل يقـنع الناس مثل الذهــب

ليس سرا إذا قلت إنني صاحب أول نص مسرحي متكامل فممارستى للمسرح كانت قبل بداياتى الشعرية التى كانت منتصف الستينيات بينما كنت عضوا ممثلا في فرقة نادى دارنس المسرحية عام 1963م وبعد عشر سنوات وفى أبريل عام 1973م انتظمت بالمسرح الوطنى بدرنه بعد أن نجحت في امتحان أمام لجنة برئاسة الفنان العربي المصرى ( نبيل الألفى ) وشاركت مع فرقة المسرح الوطنى في عرض مسرحية ( انتبهوا ايها الساده ) للكاتب العربي المصرى ( بهيج إسماعيل) وإخراج الخبير المسرحى المعار من جمهورية مصر العربية ( د/ حسن عبدالحميد) . و كانت بالفصحى القريبة من الشعر و لم يجد هذا العرض صداه الطيب لدى الجمهور فى تلك الفترة وبدأت كتابة أول نص لمسرحية شعرية متكاملة في الفترة التى كنت فيها عضوا بالمسرح الوطنى بدرنه عام 1973م حينما استفدت من خبرة وتوجيهات الخبير المصرى المتميز المرحوم ( حسن عبدالحميد ) وكانت المسرحية بعنوان ( الموت أثناء الرقص ) والتى أعتبرها أول نص شعرى متكامل في تاريخ المسرح الليبي بما جعلنى رائدا في هذا المجال من مجالات المسرح وقد صدر هذا ضمن مطبوعات الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع عام 1984م كما تم عرضه عن طريق فرقة مسرح إجدابيا وفرقة مسرح النهر العظيم ببنغازى و التى شاركت به في مهرجان المسرح بدرنه عام 1986م ورغم تخصصى في كتابة هذا النوع الصعب من الكتابة المسرحية إلا اننى متعاطف مع الفرق المسرحية التى تقدم النصوص العامية الفكاهية حتى لو كان فيها بعض الإسفاف فهى الوحيدة الكفيلة بجلب رجل الجمهور الى المسرح وخلق تواصل معه  ثم بعد ذلك تستطيع أن تقنع هذا الجمهور بكل ما تقدمه له من أنواع أخرى مختلفه.

كلنا نستطيع خداع الكثير من الناس

لكننا حينما نختلي وحدنا

هل ترانا نجيد الهرب

من ينكر هذا العلم شعرا فصيحا وعاميا ومسرحا المولود في درنة الزاهرة مدينة التحضر والثقافة عام 1941 م .. تشرب الأدب وعجن فيه ومعه منذ ستينات القرن المنصرم مشفعا المكتبة الثقافية الليبية بعديد الدواوين الشعرية ومع مشاركاته الأدبية شارك في العديد من المؤتمرات والندوات والمهرجانات الشعرية داخل ليبيا وخارجها , ولأهميته كتب عن تجربته المديدة العديد من المقالات النقدية و تناولت شعره بعض الدراسات الأكاديمية كانت آخرها دراسة في العام  2015 تحت عنوان ” الشعر الثوري عند الشاعر المعاصر عبدالحميد بطاو ” ودراسة في العام الذي يليه عام 2016 تحت عنوان ” التجربة الشعرية وظواهرها الفنية في شعر عبدالحميد بطاو ” .. من بين أسئلة فكرية يقرأها العابر عادية ولكن المتفحص العمق يجد كم هي فكرية .. كتاب صدر للشاعر عن دار الفكر العربي للنشر ديوانه السادس في العام 2017 م .. احتوى مجموعة من قصائد مهمة من وجهة نظره قال إريدها أن تصدر فيبدوا هذا حينها .. وعنوانه أين هم الآن ؟!!!! وعنه على غلاف الديوان كتب معبرا : 

لستُ متشائماً.. ولكن هؤلاء الطيور الجوارح اغتالوا فرحتنا واختفوا فجأة.. ولكن سيحاسبهم التاريخ.

((( ديوان أين هم الآن صورة )))

لابد لنا ونحن نجمع سيرته العظيمة المناقب والتأثير والأثر والتأثر بالمحيط من معايشات يومية بكل روحه ليكتب بدم القلب لا بمداد قلم عادي أنه لم يترك مشهدا يظلم فيه الوطن والمواطن إلا وكتب فيه وعنه .. فهذه أبيات من قصيدة طويلة وجهها لرئيس الوزراء ينتقد فيها الأوضاع السيئة للبلاد مهاجما الفقر والفساد

ماتنعدل لو اتجيب مية غانم

من حاش يظلمك ظالم وتشكي لظالم

أما بعد انتفاضة فبراير 2011م وكتابته النقدية مستمرة ، قال الشاعر قصيدته المحزنة عن عجوز شاهدها كانت تمر على أكوام القمامة تفتشها وللأسف لم تجد ما تأكله فيها فقال قصيدة التي اشتهرت لهول المشهدية مطلعها يقول :

فتشي الشكاير لقطي الكناسه ..

لومك علي اللقاق والبزناسه ..

يستمر في سرد قصة حياته المَشُوقَة بكل تفاصيلها الأنيِّةُ والمفرحة وهي قليلة كما عرفته وسمعت منه في لقاء معه في بيته المزهر بمسك الليل والنوار والريحان وأثناء كرمه الحاتمي وأهل بيته حين استضافوني وطاقم عمل برنامج ( في ضيافتهم ) يوم وليلة كرم في الضيافة وكرم في السرد من شاعر كبير رغم ترحابه بابتسامة إلا أن المعاناة في عينيه لم تبرح سنوات الألم وظلت تلازم نظرته حتى وهو يسرد أجمل كتاباته ولحظاته الإبداعية التي يراها كل العمر المضى والآت  فيقول :

أنا من بيت بسيط لأب مكافح كنت كماه صبيا مكافحا المثل الشعبي الذي اعتمدته طيلة حياتي المتقشفة ( حمرة في الوجه ولا غصة في الحلق ) وكل مر يمر فاشتغلت صغيرا لأساعد في العام 1973 دخلت المسرح الوطني في درنة ومنه تعلمت طريقة التنفيذ والإخراج ، وكتبت أكثر من خمس مسرحيات شعرية… كتبت مسرحا قبل أن أكتب شعرا ووقفت على خشبة المسرح في العام 1963 كنت من ضمن فرقة مسرح دارنس وشاركت في مسرحية «تضحية وجهاد»، التي ألفها المرحوم محمد مصلي، وقمت بأداء دور محامٍ، وكذلك مثلت مسرحية «انتبهوا أيها السادة» سنة 1973 تحت إشراف الخبير المصري الفنان حسن عبد الحميد وكان من المتخصصين واستفدت منه في الصور المسرحية والإلقاء، ومثلت معه في عديد المسرحيات وكان دائماً يؤيدني ويشجعني .. ففي تلك الفترة كان بيننا مجموعة وطاقم رائع من الفنانين الخبراء المصريين مثل عمر الحريري والسيد راضي وتحت إشراف الفنان حسن عبدالحميد، وقتها كتبت أول مسرحية شعرية وهى «الموت أثناء الرقص» في العام 1973 انتهت في العام 1974 ونشرت في العام 1983 كما مُثلت بعد سنوات ثلاث من نشرها في مهرجان المسرح العام 1986 في درنة .. جسدت أحداثها تمثيلا أحسبه رائعا فرقة إجدابيا المسرحية وعرضت في بعض المسارح .. وأحب سرد حكاية «الموت أثناء الرقص» فهي المجموعة الأولى التي طبعت لي وهو أول كتاب وأول نص مسرحي شعري متكامل صدر في ليبيا ليكون مسرحية شعرية متكاملة من الألف إلى الياء .. وتتحدث عن الشعر الفلسطيني والظلم الأميركي وعن كثير من الأشياء التي تحدث بطريقة غير عادية ، مسرحية «الموت أثناء الرقص» نهايتها تصور أناساً يرقصون يموتون وتموت فيهم الأشياء الجميلة ويفضلون أن ينتفض فيهم إنسان آخر وهو بداية الفجر العربي وهذه المسرحية متفائلة وموجودة الآن من ضمن المكتبة الليبية .

أما  في العام 1989 شاركت بمسرحية «طوفان الأطفال» وفزت بالجائزة الأولى في ذلك العام .

أما بدايتي مع الشعر كانت في السبعينيات .. صدر ديواني الأول عام 1976 طبعته على حسابي الشخصي في درنة وكان بعنوان «تراكم الأمور الصعبة» ومن بعده صدرت دواويني الأخرى .. «أشجان هذا الزمان» و«بكائية جالية المطر» و«الموت» و«عندما صمت المغني» ، صدر لي خمسة دواوين بالفصحى ، وثلاثة دواوين بالعامية ، وهي : موش عارف كيف سنة2007 م ، وعاود حسبتك سنة2012   م ، أما ديوان مازلت نا هو نا وهو ملحمة بالعامية ، شاركت فيها مع العديد من شعراء العامية .. وديوان (مازلت حي ياعمر) وهو مختارات من أشعاري العامية سنة 2018 م صدر عن شركة الوسط الليبية حيث اخترت أجمل قصائد من الديوانين حسبة عمري وأطلقت عليها «من مختارات شعري العامي» وأحب أن أسردها دائما حكايتي مع قصيدة مازلت حي ياعمري عنوان الديوان : فقد كانت علاقتي وطيدة مع الراحل عمر عبدالرحيم لياس الذي ساعدني  في بناء منزلي عن طريق قرض منحه لي أثناء وظيفته كمدير لمصرف الجمهورية في درنة .. ثم انتقل لياس بعدها كخبرة مالية للعمل في دبي وكلما التقى الشاعر بشقيقه كان يبلغه تحياته وفي آخر مرة سأل شقيقه مازال حي ؟ فكتب له الشاعر قصيدة مطلعها يقول :

تنشد على مازلت حي ياعمر

وسط الجفا وكثرة وجوه الشر

_ ديوان «عندما صمت المغني» يعتبر مرحلة ثالثة من التطور الشعري بالنسبة لي، فيه الكثير من القصائد الفلسفية وهو يحمل مضامين كثيرة وطُبع مرتين، مرة عن طريق الدار العربية للكتاب، عن طريق الأديب الكبير خليفة التليسي والذي قال في حقي كلمة جميلة على الوجه الآخر من الغلاف، ثم طبعته مرة ثانية على حسابي في مصر، وفيه كتبت قصيدة مرثية مرائية ثم طورتها إلى مسرحية معزوفة الكبرياء، وهذه كانت قصيدة استوحيتها من لقائي مع المرحوم أنور الطرابلسي، ثم استوحيت منه بعد ذلك كتابة النص المسرحي الذي سميته «معزوفة الكبرياء» وشاركت بهذا العمل فرقة محمد عبد الهادي في المهرجان التجريبي في دورته الثانية مع الفنانة نجلاء الأمين والفنان عبد السلام الصلابي في دور الشاعر، وفاز هذا النص بجائزة أفضل نص. وقامت فرقة مسرح محمد عبدالهادي بعرض هذه المسرحية بدرنة، كما عرضتها الفرقة نفسها في كل من القاهرة بمصر ومدينة مكناس المغربية العام 2004.

كما أعتز جدا بمسرحيتي «الجسر» إذ مزجت فيها بين اللهجتين العامية والفصحى في الشعر، وهذا المزج لزاما فيها حيث تمثل مأساة العرب في هزيمة (1967 م ) وكانت حواراً بين جندي خارج من سينما وكاتب يعيش في أحلام الأمة العربية القديمة والأمجاد القديمة ولم يقتنع بالواقع .. ليخدمه لقاؤه مع هذا الجندي ، ويبدأ مواجهة الواقع ، لتقول نهايتها  ” لابد من جسر كي نعبرعليه للغد المشرق ” .. والمؤسف بالنسبة لي أن  المسؤولين في قطاع التعليم تلك الفترة دمجوا المسرحية في منهج دراسي للسنة الرابعة ثانوي ” لغة عربية”  ضمن كتاب البلاغة دون أن يأخذوا الإذن مني أو حتى يوجهوا لي أي كلمة .. فقط كنت أتمنى أن تكون مع المسرحية نبذة وتعريفاً بي كشاعر ليبي .. ومن بين مسرحياتي الخمس الشعرية أيضا مسرحية ” الزفاف يتم الآن ” وهذه أيضا لها قصتها التي أعتبرها فلسفية عن معنى التناقض في الحياة إذ .. هي مسرحية شعرية بدايتها حفل زفاف لأحد العرسان وبعدما كان ينتظر في العروس وأصدقائه فرحين به أتصل به أحد الأصدقاء ويحاوره عن الزواج ولماذا يتزوج ويرد العريس ويقول له أنه يتزوج ليرتاح ويكون أسرة وهذه الأشياء فيحاول إقناعه بعدم الزواج ويذكره بالمشاكل التي قد تعترضه في المستقبل إذا أقدم على هذه الخطوة ثم يسرد له الأمثلة على المسرح ويخبره عن أسرة مات أفرادها جوعاً و أسرة أخرى كانت سعيدة ثم أمطرها القصف الأمريكي وقضوا نحبهم فكل هذه المشاهد متنافرة فالعريس يقول عندما أرزق بولد سيكون مع الأغنياء وإلا المحرومين مع القتلى أم مع المقتولين سيكون مستقبلاً مع من؟ ويقول له أن هذه متناقضات وعلى رغم هذا التناقض لابد أن تستمر الدنيا ولابد أن تتغير فهنا يأتي الزفاف يتم الآن رغماً عن كل الأحداث المحيطة به وهذه هي قصة المسرحية .

بطاو لم يكتب عن الطفل والطفولة فهي نقطة ضعفه أما المرأة فهي ملهمته التي لا غنى عنها لكتابة الشعر .. قال :

المرأة أهم شيء وهي أيضاً موجودة في جميع قصائدي وهي الملهمة وهي الشيء الرائع وهي التي نتعلم منها الكثير ولها تأثير علينا، المرأة هي الأم والزوجة والابنة والحبيبة، وهي التي تجعلنا نمارس الأشياء الجميلة، كأن نرتب من أنفسنا لكي نحظى بإعجابها وأيضاً نصبح شجعاناً وأقوياء وأذكياء لكي نثير اهتمامها. حقيقة المرأة ملهمة الأشياء الجميلة. وعن حبيبته الساحرة درنة مدينته المتصفة بالزاهرة وهي كذلك فمن أهمية عطرها أن نساءها يقطرن الزهر اليزرعنه من شجر اللارنج ( الليم الشفشي بلهجتنا الليبية ) وقد كتب حتى عن هذه المشهدية التي ترسخ في حاسة التذوق والشم بعد أن تخزنها العيون جمالا خلابا درناويا خالصا ثم قدرة للمرأة التي حكى عنها فأبدع وبشكل عام كتب في ديوانه العامي عن درنه :

طليت من فوق الجبل ريت نورها

حبات لولي في الظلام

وكيف جيت في دروب السهل

جا عطرها فواح وشوشني كلام

_ الخلاصة كشاعر وكاتب مسرحي .. أكتب ما أحس به ، أكتبه وأنا أريد أن أشكل شهادة تاريخية لحياتي وحياة الناس المحيطين بي .. أكتب لإحساسي بالمسؤولية من خلال وجودي في المجتمع وشعوري بأن هناك كثيراً من السلبيات .. وأرى أن السكوت على السلبيات فيه نوع من الخيانة الوطنية..  والإنسان لابد أن يسجل شهادته في هذا العصر مادام يملك أدواته الإبداعية .. وحقيقة هذه مسؤولية تاريخية .. وأتذكر الشاعر الراحل الشلطامي قال لي: «كلمتك تظل أنت سيدها إلى أن تخرج من فمك وبعد خروجها من فمك تصبح أنت عبدها» وأنا لا أقول إلا ما أنا مؤمن به .. ولى طريقتي الخاصة التي لم تتغير.. ونهجي الشعري المعروف .. وهو شعر المواجهة والمكاشفة والرفض وإعلان الفجيعة .. مثل قصيدتي «الربان الذي يبحر بعد».

يتجه في معاملته مع أبنائه الي الحكمة والموعظة والنصيحة في شعره تتضح وهو ينصح ابنه السياب الغاضب من المعيشة فيقول له :

اصبر وشد العزم يالسياب

ومااتسب وتزيد الخراب خراب

ماتشتمها .. ولاتقول ماعاد نقدر انلايمها

أيامك بعد ماتميل ماتخاصمها

لاتسب حظك ولا الحياة تظلمها

ولايوجعك صاحب رخاك وغاب

اصبر تحمل ضيقتك واهضمها

ولاغير باب الله تقصد باب

(( أغفلفة دواوين أو مسرحيات ))

# ليس كما تعودنا في بيوغرافيا السرد عن الذات قصص السيرة والمسيرة الألم والأمل ومن ثم ختام بالمنجر الأدبي والأثر الذي يتركه الأديب لبلاده مرتقيا بثقافة تتجذر في ساكنيها جيلا بعد جيل ربما كنا نترك عملا للشاعر أو القاص أو الروائي ولكنني أردت أن أترك ماقاله ممزوجا بدم القلب الصادق عبرة ودربا يحتذى لجمال الرضى والقناعة لروعة البر والاحتواء وهكذا يكون الإنسان الشاعر المنبعث من رحم الأيام القاسية والطيبة الحنون والباعث تحنانه في كل من وما حوله ليري الآخرين وجها يجب أن يعاش بلطف وتلطف فأترك ما قال ختاما لرحلته الإبداعية المنصهرة صهرا لا مزجا يمكن فصله عن معيشته اليومية .. للمعتبرين المارين من هنا ذات ليل أو نهار :

” ربتني أمي وعندما كنت أتحدث معها كانت شفتاها تتحركان مع شفتي ، لذلك كنت أختصر في الكلام وأنا بجانبها حتى لا أرهقها ، وعلمتني عزة النفس .. كانت علاقة الحب بيني وبين أمي ليس لها نظير واستمرت هذه العلاقة القوية بيني وبين بناتي وأولادي ، وأنا لدي سبع بنات .. كلهن متزوجات والحمد لله ربيتهن تربية طيبة مبنية على الحب والاحترام، والحمد لله راضٍ عن نفسي رضاءً كاملاً ، وأنا تجاوزت السبعين راضٍ عن إبداعاتي وسأموت وأنا مرتاح لأنني قلت ما يجب أن يقال لأنني أديت رسالتي على أكمل وجه  ” .

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة

PNFPB Install PWA using share icon

For IOS and IPAD browsers, Install PWA using add to home screen in ios safari browser or add to dock option in macos safari browser

Manage push notifications

notification icon
We would like to show you notifications for the latest news and updates.
notification icon
You are subscribed to notifications
notification icon
We would like to show you notifications for the latest news and updates.
notification icon
You are subscribed to notifications