لم يعد سراً أن الدوري السداسي الليبي، قمة المنافسات الكروية في البلاد، يواجه واقعاً مريراً يدفعه للاستمرار خارج الأراضي الليبية. ورغم أن هذه البطولة تجمع فرقاً تمثل مدناً ليبية ذات ثقل جماهيري وتاريخ رياضي عريق، إلا أن غياب الحلول الداخلية المتاحة يفرض عليها البقاء في الملاعب الأجنبية. خيارات محدودة وتحديات واقعية بينما يطرح بعض المراقبين حلولاً مثل اللعب بلا جمهور أو اختيار مدن محايدة لاستضافة المباريات، فإن هذه الخيارات تصطدم بجدار الواقع.
اللعب بلا جمهور: يقتل هذا الخيار روح اللعبة وحماسها، ويقلل من القيمة التنافسية للبطولة. كما أن تحديات التنفيذ الأمنية لا تزال قائمة، فمجرد منع الدخول لا يضمن عدم حدوث تجمعات أو محاولات اقتحام.
المدن المحايدة: تثير هذه الفكرة تساؤلات حول مدى توفر بنية تحتية كافية في هذه المدن، إضافة إلى التحديات الأمنية اللوجستية لتأمين الفرق والبعثات. والأهم من ذلك، قد لا تلقى قبولاً من الجماهير والأندية التي تفضل اللعب في مدن أكبر وأكثر حيوية، أو يسهل الوصول إليها.
تفضيل الحل الخارجي.. ثمن باهظ أمام هذه التحديات، يبدو أن قرار حكومة الوحدة المستمر بإقامة الدوري السداسي خارج ليبيا هو الخيار الأخير المتاح لضمان سلامة البطولة ونجاحها. هذا القرار، وإن كان مكلفاً مادياً ويحرم الجماهير المحلية من متعة متابعة فرقها، فإنه يعكس حجم التحدي الأمني والاجتماعي الذي تعيشه ليبيا، والذي يتجاوز حتى الاعتبارات الرياضية والوطنية.
والسؤال المطروح الآن، عزيزي المواطن الليبي: هل تعتقد أن استمرار هذا الوضع على المدى الطويل سيؤثر سلباً على تطور كرة القدم الليبية وقاعدتها الجماهيرية؟ وما هي برأيك الخطوات الأساسية التي يجب اتخاذها على المدى الطويل لتمكين عودة البطولات الكبرى إلى ليبيا؟
