الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2025-09-10

1:43 صباحًا

أهم اللأخبار

2025-09-10 1:43 صباحًا

السلفيوم بين اندثاره وآثاره الطبية وربطه بالأسطورة وتأريخه

السلفيوم بين اندثاره وآثاره الطبية وربطه بالأسطورة وتأريخه

نبات السلفيوم كان من النباتات التي تميزت بها ليبيا في العصور القديمة، حيث اعتبر من الأعشاب الطبية ذات القيمة العالية.

كان السلفيوم نبات يباع بأسعار مرتفعة، فقد كان يعالج طائفة واسعة من الأمراض، وتنبه الليبيون القدماء من أهل برقة إلى هذا النبات الذي انتشر في المنطقة وتعرفوا عليها إثر مشاهدتهم لأثارها على قطعان أغنامهم عقب رعيها.

اندثار السلفيوم

اندثر النبات منذ أكثر من 2000 سنة، في القرن الأول ميلادي، وذلك عقب دخول واستيطان الإغريق في برقة، نتيجة لاحتكار الإغريق لتجارته، حيث تُظهر أحد عمليات البيع بواسطة الملك ارسيكلاوس ملك قورينا وهي مرسومة على صحن ومحفوظة في المكتبة الوطنية الفرنسية، عملية بيع ووزن لحمولات السلفيوم تحت إشراف الماك شخصيا حيث كان رمزا للرخاء والازدهار والثراء للمدينة

وقد نشأت نزاعات بين القبائل الليبية والإغريق حول هذا النبات أدت في نهاية الأمر إلى القضاء عليه، حيث تذكر الأسطورة أن القبائل الليبية قامت باقتلاع وإحراق كافة النباتات واستئصالها بهدف القضاء عليه نهائيا.

الأثار الطبية

 ومن الأمراض التي عُرف عن السلفيوم علاجها، السعال والتهاب البلعوم والحمى ويسكن المغص وأوجاع المفاصل وآلام الجسم ويزيل الدمامل وآفات الجلد، وإلى جانب استعمالاته الطبية كان الرومان والإغريق يستعملونه أيضاً في الطبخ باعتباره فاتحاً للشهية، وهو من المقويات الممتازة.

كما أنه يعالج حالات الصلع العام وأمراض العيون ووجع الأسنان وعضة الكلب والجروح والنزلة الشعبية، وهو مفيد لمرضى البرداء وإخراج الجنين الميت وعلاج التهاب القصبة الهوائية ورشح الدم والبواسير، وتعالج به الكدمات ممزوجاً بالخمر والزيت، وتعالج به أورام الخنازير ممزوجاً بالشمع، وعصيره مفيد في أمراض الأعصاب، ويثير الطمث عند النساء، وتزال به الدمامل وثآليل القدم، وهو مدر للبول، ويساعد المسنّين على سهولة الهضم، ويبطل مفعول سم الأفاعي، ويشفي من مرض الجمرة والدوالي والحكاك وتشققات الأصابع، وتعالج به الجسأة الجلدية (الصدفية) والكحة وأمراض اللهاة والصفراء المزمنة والاستسقاء، ويعطى لمرضى ذات الجنب وتقلص العضلات، ومرض الكزاز (التيتانوس)، والربو والسوداء الدرنيّة (السل) والصرع وشلل اللسان، ويستعمل لعرق النسا وروماتزم القطن (اللمباغو).

وترجع كلمة السلفيوم إلى أصل أمازيغي قديم، حيث يورد ذلك بوناتشيلي الذي يسرد أسماء متنوعة من هذا النبات وارجع أصل التسمية إلى أصل في اللغة الأمازيغية القديمة.

رمز وطني

وتنبه أبناء برقة لأهمية هذا النبات وقيمته العالية فقاموا بتجميعه والتجارة فيه، وكان يحتفظ به في الخزائن بجوار الذهب والفضة، وقد أصبح رمزا وطنيا في برقة حتى تم طباعته على العملات الفضية والذهبية في تلك العصور بجوار صورة الإله آمون كرموز محلية خاصة بليبيا.

ربطه بالأسطورة وتأريخه

لأهمية السفليوم الطبية والاقتصادية لنبات السلفيوم في زمانهم جعلت المصادر الإغريقية القديمة الأكثر ذكراً له، وورد في أساطيرهم أنه كان هبة من الإله “أريستايوس” وهو ابن الإله “أبولو” من الحورية “قوريني”، ولذلك خلد هذا النبات الأسطوري من قبل الشاعر أرسطو فانيس في مسرحيته الشعرية “بلوتوس”، وذكره أيضاً أرسطو في “تاريخ الحيوان”، كما ذكرته مصادر رومانية شهيرة مثل المؤرخ الشهير بليني الذي كان الأكثر ذكراً لهذا النبات واهتماماً به.

ويذكر المؤرخ الروماني بليني في تاريخه الشهير دليلاً على الأهمية التي كانت لهذا النبات العجيب في زمانه، قائلاً إن “يوليوس قيصر وجد في الخزينة العمومية عند انتهاء الحرب الأهلية منتصف القرن الأول قبل الميلاد إلى جانب الذهب والفضة، مخزوناً من السلفيوم بلغ وزنه 1500 رطل، فلما حل زمن الطاغية نيرون لم يعثر في قوريني سوى على ساق واحدة من هذا النبات، وقد أخذت وأرسلت إلى هذا الإمبراطور كهدية فريدة في نوعها”.

وأضاف بليني أن “ظهور هذه الشجيرة أصبح نادراً جداً خلال القرن الأول ميلادي، وغالباً بسبب الحصاد الجائر لها حيث كانت تعتبر ذات مكانة عالية، وكانت تباع بسعر الفضة كما تم الاحتفاظ بها في الخزانة العامة في روما مع الذهب والفضة بسبب الخصائص الطبية المفيدة لها”.

وصف النبات

ووصف “ثيوفراستوس” وهو أحد أشهر العلماء في اليونان بالقرن الرابع قبل الميلاد، وهو واحد من أشهر تلاميذ أرسطو، بأن له ساق طويلة نسبياً وتتدلى الأوراق على جانبيه، وفي الرأس أعلى النبات توجد زهرة تشبه التاج وهي التي تميزه، وهو وصف أكدت دقته النقوش التي وجدت له على العملات الإغريقية القديمة.

ووصف ثيوفراستوس ومصادر كثيرة أخرى السلفيوم بأنه نبات حولي ذو جذور غليظة ينمو في المناطق شبه الصحراوية في قورينا، وليس في المناطق الزراعية المستصلحة متقلبة الأرض، فقبل أن ينقرض قبيل ظهور المسيحية كان يوجد على الهضبة الوسطى للجبل الأخضر ما بين “الهلال القوريني” الخصيب والمناطق الصحراوية.

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة

PNFPB Install PWA using share icon

For IOS and IPAD browsers, Install PWA using add to home screen in ios safari browser or add to dock option in macos safari browser

Manage push notifications

notification icon
We would like to show you notifications for the latest news and updates.
notification icon
You are subscribed to notifications
notification icon
We would like to show you notifications for the latest news and updates.
notification icon
You are subscribed to notifications