الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2025-12-11

9:24 مساءً

أهم اللأخبار

2025-12-11 9:24 مساءً

شاعر أغمس قلمه في دم قلبه ليكتب الوطن وأهله

عبدالمجيد القمودي

عبدالمجيد القمودي

حين كبَّرْ

فوق صهوات خيولٍ عربيّه

كان في الركب أبي

ملءُ عينيه أمانيه الندية

وبأعماقه إيمانُ نبي

ثغرُه يتلو بآية

كفّه تحمل رايه

وعلى الكتف أطلّتْ بندقيّه

الشاعر عبدالمجيد القمودي صالح زيد في مدينة الزاوية ( منطقة الحارة ) عام 1943 م وفي مدينته بدأ بالدراسات الدينية حيث ضمته ومجموعة من أبناء الحارة زاوية الأبشات .. ليلتحق من بعد بالدراسة الابتدائية حيث أجاد اللغة العربية كتابة ونطقا ومن المرحلة الابتدائية إلى الإعدادية في أحد مدارس مدينته التي أيضا جمعته مع أصحاب وجيران في مدرسة الزاوية الثانوية ولكنه لم يرغب استكمال التعليم الثانوي فالتحق بمعهد متوسط للخدمة الاجتماعية وهذه المرة ارتحل إلى مدينة بنغازي وهناك أتم دراسته ليعمل بشهادته الدبلوم المتوسط للخدمة الاجتماعية كباحث اجتماعي بدار رعاية الأحداث . طرابلس استمر فيها وصقل عمليا إلى حين عودته لمدينة الزاوية وعمل فيها ضمن تخصصه باحثا اجتماعيا بمكتب الخدمة الاجتماعية ..

ونِسانا زغردتْ خلفَ الحجابْ

رشَّتِ الأمواهَ حين الركبُ غابْ

يومهَا في الحيّ ما أُوصِدَ بابْ

ما غفت عينٌ رضيّه .. ما هدا قلبُ

صبيٍّ .. أو صبيّه

وتتبّعتُ خطى أمّيَ …. نحو «المقبرة»

حملتْ في راحتيها «مبخره»

جعلتْ «نذرًا» إذا عاد أبي

ألفَ قنّينة زيتٍ، وفتيله

وشموعًا، وذبائحْ

وترانيمَ مدائحْ .. وتواشيحَ أصيله

القمودي شاعر تفعيلة أشعاره تميل للقصص كسرد للأحداث مقطعها لمجموعات الفكرة فيها تصاعدية متخذا خط الدراما المتصاعد شيئا فشيئا في تصوير المواقف والأحداث موضحا التراجيدي فيها بألم عبقري يمس الروح ويثبت الصور في الأذهان كما في قصيدته أبي //

لجميع الناس – أحياءً وللموتى،

«وللشيخ » الولي

صاحبِ المسجدِ في شارعنا

ولوجهِ الله – إن عاد أبي

حين عَوْدُ الركبِ عند المغربِ

وعلا في الجوّ نفحٌ من بخورْ

وعلى الجمر انتظرنا .. وانتظرنا

ومن الشوق سكرنا .. وسكرنا

لكنِ الركبُ الذي عاد عشيّه

فوق صهوات خيولٍ عربيّه

لم يكن فيه أبي

وإذا أمّي التي تُوقد شمعه

فوق قبر «الشيخِ» .. تُطفيها بدمعه

وسألتُ الفارسَ القادم : أينَه؟

ضمّني ثم تبسّمْ قال لي – حين تكلّمْ

إنه يغمس في النور جبينَهْ

القمودي موضوعاته التي كتب فيها .. كانت المألوف من أغراض عصره معبرًا عن قضاياه الإنسانية .. رغم ما يحكى عنه أن مامكنه مع دراسته في الكُتاب صغيرا من اللغة والمرادفات أنه عشق المطولات من القصائد فحفظ أشعارا من العهد الجاهلي وكل العصور خاصة ماقاله عنترة بن شداد وأبو تمام وأشعار المتنبي لكنه لم يكتب من العمودي إلا القليل .. وبالنسبة للمعاصرين درس مع اطلاع موسع أشعار نازك الملائكة وبدر شاكر السياب متأثرا بموضوعات قصائدهم والتحديث فيها منل تأثر بكتابات صلاح عبد الصبور والبياتي ولكنه محص ودقق كثيرا في النتاج الأدبي عامة والشعري خاصة لدى الشعراء الليبيين .. أمثال مجايليه ”  علي صدقي عبدالقادر ولطفي عبداللطيف والجيلاني طريبشان والتليسي ورجب الماجري و الفزاني والشلطامي … كما درس كتابات أحمد رفيق المهدوي وغيرهم ممن سبقوه ” 

أمَلاكٌ كـنسـيـم الـبحـر يسري

خطـوةً فـي الأرض تـرنـيـمة وَتــرِ

أوَ حـوريةُ فردوسٍ تهــادت

حـلـوةً، مكحـولة العـينين تُغري

تبسط العفّة فـي الدرب ظلالاً

غمـرتني ملأت بالطُّهْر صدري

حجـبت عـنـي محيّا باسمًا

ومضت تختال في أثـواب طهـر

زارني طـيفك لـيلاً مـثلما

قبسٌ أشـرقَ فـي لـيلة قــدر

فرشَّ شبَّاكِيَ ورد

ثم ولّى تاركًا موجةَ عطر

كتب عنه الباحث . دكتور عبدالله مليطان :

(لم يصدر له في حياته سوى ديوانه الأول ” زغاريد في علبة صفيح . عام 1973″ وصدر ديواناه الآخرين ” قصائد بين يدي وطني . عام 1982″  و” أغنية البحر . عام 1984 ”  بعد وفاته .. بمقدمات نقدية للناقد فوزي البشتي .. وديوانه ” قصائد بين يدي وطني ” هو نفسه ديوان (زغاريد في علبة صفيح) الذي غُيّر عنوانه في الطبعة الثانية بعد وفاته كما نشر له الباحث صلاح عجينة مجموعة أخرى من قصائده في كتاب بعنوان ” زغاريد أخرى” صدر عام 2004 ، وأعد عنه الباحث أحمد القنصل رسالة لنيل درجة الماجستير قدمها لجامعة الفاتح عام 1994 بعنوان ” عبد المجيد القمودي صالح _ الشاعر الملتزم” ) .

توفى الشاعر عبدالمجيد القمودي صالح في مدينته  الزاوية في ريعان شبابه عام 1974م .. تاركا إرثا شعريا مهما عبر إصدار وحيد في حياته واثنين بعد وفاته كما دراسات نقدية مهمة لعدد من النقاد والدارسين ورسائل ماجستير حضرت في أعماله الشعرية :

_ قبل وفاته بعام واحد صدرت للشاعر مجموعته الشعرية الأولى (زغاريد في علبة صفيح) في العام 1973.

_ بعد وفاته .. صدر له ديوان

_ ديوان قصائد بين يدي وطني . عام 1982″ 

_ ديوان ” أغنية البحر” . عام 1984 ” 

أما عن نتاجه الشعري فقد نشره في عدد من الصحف والمجلات الليبية العاملة آنذاك :  صحيفة الشعب / صحيفة الرائد / مجلة الإذاعة / وصحيفة الأسبوع الثقافي .

_ كتاب الشعر الليبي في القرن العشرين الذي ضم 100 قصيدة لشعراء ليبيين كانت من بينهم قصيدة للقمودي صالح مع تفصيلة صغيرة عن الشاعر وحياته.

_ تحدثت عن سيرته أنطولوجيا ديوان الغائبين .. التي عنت بسير المبدعين المتوفين  في ريعان الشباب .

_ في البابطين كتب عنه بتفصيل الدكتور عبدالله مليطان .

المخطوطات

ترك القمودي صالح مخطوطا بخط يده لم ير النور إلا من لمرتين بعد وفاة الشاعر أولاهما حينما هم أحد أبناء الزاوية بتقديم دراسة حول نتاج القمودي الأدبي والثانية عن طريق الناقد الكاتب صلاح عجينة رحمه الله وقد رحل شابا أيضا وقد احتوى كما بين عجينة عددا من القصائد مرتبة بخط يده والمقسمة لفصول خمسة :

ـ ليبيا اليـوم.. قصيدة عمودية للشاعر تغنّى فيها بوطنه وحيا أبناء شعبه.. وقد نشرت بمجلة الإذاعة والتلفزيون عام 69 م.

ـ الفـارس الذي اغترب.. قصيدة تفعيلية حاكى فيها الشاعر رمزا أومأ إليه بالفارس.. نشرت بصحيفة طرابلس الغرب عام 69 م.

ـ عـذراء من بلادي.. قصيدة عمودية تغنّى فيها بعذراء ليبية الموطن يفتخر بها ويمعن التغزل في عفتها.

ـ إلى حلوة.. قصة من قصص الحي القديم وفاتنات “الجيهة” اللائي لا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها.

ـ من أنا.. أنشودة تنفح بنبض العروبــة إلى كل من يشكك في التاريخ النضالي.

ـ نـداء من فلسطين.. مرثية لتلك البقعة الجريحة يرصد فيها آلامه كأي عربي يتوجع من هذا الجرح المزمن.

ـ غادات ونخيل.. قصيدة تغزلت بعراجين النخيل الباسقات وجمالها الأخّاذ وسط الحقول الزاهيات.

ـ ســؤال… وجّهــه لكل وجــه كظـــيم مبشـــرا إيــاه بأن الحــلم آت وشـمس الفــرح ستشرق من جديد.

ـ مــواويــل إلى مدينتي.. فيـض من الأشواق للمدينة التي ترعرع فيها وتعلم منها حبا كبيرا قاده نحو الحب الأكبر للوطن الأخضر.

ـ معذرة والدي.. قصيدة رثاء لوالده جاشت بها وجداناته وهو في زيــارة لقبـره.

ـ امرأة على الطريق… تصور أن امرأة ما تستنجد به على قارعة الطريق وتناشده أن ينشلها من البؤس مقابل أي ثمن.

ـ في ذكــرى الرقيعي.. غنائية ترنّم بهــا في ذكرى رحيل الشاعر ” علي الرقيعي ” راصدا فيها مسارات من توهّج الذات استـوحى منها عشقا مشتركا للـوطن.. فكانت الرفــقة للحرف والحب.

ـ قــراءات في أسفــار عاشــق.. حـوار تصــوّره بينـه وبين قبّرة خالجــه الكثــير مــن الشجى والشجن.

ـ الحرف والرغيــف.. تساؤلات عــن حقيقة تنّغص بال كل من يسيل الحبر على الورق.. ما هو ثمن هذه الأحـرف والكلمات.. أهي قـادرة على إسكات صرخـات الجــوع.

ـ الشاعــر والنبـع : (( يا أحبابي .. إني في نبع محبتكم

أغمس قلبي.. وبه أكتب .. فأنا آمنت بأنه نبع .. مهما أعطى لن ينضب )) .

ـ صفعة في وجه الدولار.. إحساس بالوطنية وشعور بالرفض لكل ما يدعو للتبعية ودعوة الاستقلال لكــافة أبنــاء الشعــب مــن السيطـــرة والتسلـــط الأجــنبي الغـــاشم.

ـ مناحــــة على سور مدينــة الــــردة… مناجــاة لرمز جعله مدخلا لنبذ تلك الفترة المأساوية التي مرت بها الدعوة الإســلامية أثناء حـــروب الـــردة.

ـ محنة الـــــورّاق… صـورة لمنظر قديم حول مهنة كانت بهذا الاسم القديم حتى تحولت إلى شكل حديث تمثل في المكتبات الحديثة.. وإن كان القــراء أكثـــر في عـــهد الــورّاقــين.

_ باقي قصائد المخطوط كانت متنوعة بين نقد للواقع وترنم بالشعور الوطني المتنامي في فترة شباب الشاعـر.. ورصد لبعض المشاعر المكتنفة لوجدانه في لحظة الإمساك بالقلم .. عناوينها :

_ القصيدة الحزينة ـ إلى اللجنة الرباعية ـ العائد ـ الربيع الحزين ـ وطن وأمجاد وأمة ـ الوهم الصادق ـ أحلام بريئة .

كتب القمودي أهازيج القمودي باللهجة العامية لم تنشر حتى وفاته ولكن أوضحها عجينة في كتابه عنه وكان جلها يتغنى بالوطن والحالة التي كانت تنتاب المواطن العادي آنذاك .. فما بالك بالشعـراء .

_ قصة قصيرة من كتابات القمودي حملت عنوان ” ضياع ” تسرد مشاهد عدة عن الزحام ومايحدثه في الحياة والناس .

_ من بين مقتنيات الشاعر الراحل القمودي معد كتاب زغاريد أخرى صلاح عجينه عثر على رسالة من عبد المجيد القمودي للشاعر ” محمد صالح القمودي ” رسالة شاعرية قوية المعاني زاخرة بالمشاعر الطيبة والتحايا العـطرة .

إيه يا ليبيّةَ الموطن كم

رفعتْ عفَّتُكِ الشَّمـاء قدْري

كلما طفت بـلاد الله

ما كنتِ إلا أنتِ مدعاةً لفخري

فتنةُ الشرق بعـينيك وفي

قَدّك الـميّاس نـورُ الله يسري

يا منى أمسـي ويـا حـلـمَ غدي

أنت إلهام أغانيَّ وشعـري

أنت حبي وأنـا قـدَّسته

وله يا حلوتـي أسلمتُ أمـري

فـاكرِمي بـالـوصل مـن أخلص فـي

حُبِّهِ طـول الـمدى أفديك عـمري

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة

PNFPB Install PWA using share icon

For IOS and IPAD browsers, Install PWA using add to home screen in ios safari browser or add to dock option in macos safari browser

Manage push notifications

notification icon
We would like to show you notifications for the latest news and updates.
notification icon
You are subscribed to notifications
notification icon
We would like to show you notifications for the latest news and updates.
notification icon
You are subscribed to notifications