تستضيف العاصمة الأمريكية واشنطن، يوم الأربعاء المقبل، اجتماعا للمجموعة الرباعية بشأن السودان، وذلك بحضور وزراء خارجية الولايات المتحدة ومصر والسعودية والإمارات.
ويهدف اجتماع واشنطن المرتقب إلى مناقشة الأوضاع في السودان وبحث سبل تسوية الأزمة وإنهاء الحرب، فضلاً عن وقف كافة التدخلات الخارجية في السودان، وذلك تمهيداً لمفاوضات جادة تنهي الحرب التي اندلعت قبل أكثر من عامين.
ومن المتوقع أن يصدر عنه بيان مشترك يحدد رؤية الدول الأربعة بشأن تسوية الأزمة في السودان لاسيما فيما يتعلق بوقف إطلاق النار، وإطلاق عملية سياسية تنهي حالة التجاذب الحاد بين الأطراف كافة، ووقف التدخلات الخارجية، والتركيز على الجانب الإنساني وإدخال المساعدات للمناطق المتضررة، مع التأكيد على وحدة وسلامة الأراضي السودانية وسيادة الدولة والحفاظ على وحدة مؤسساتها.
من جانبه أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، أن جهود القاهرة، بالتنسيق مع الدول الشقيقة والصديقة، تتركز على الوقف الفوري لما وصفه بـ”الحرب العبثية”، مشدداً على ضرورة وقف إطلاق النار، وضمان وصول المساعدات الإنسانية، وإطلاق مسار سياسي لا يُقصي أحداً، يفضي إلى بناء مستقبل سياسي لسودان موحد وديمقراطي. وأوضح أن مصر ترى في الحل السياسي السبيل الوحيد للخروج من الأزمة، مؤكداً أن بلاده لا تؤمن بجدوى الحلول العسكرية في المنطقة، سواء في السودان أو ليبيا أو سوريا أو اليمن أو لبنان، مستشهداً بخبرات مصر المتراكمة في التعامل مع الأزمات الإقليمية.
وفي إطار دعم الحوار السوداني الداخلي، أشار عبد العاطي إلى تطلع مصر لعقد النسخة الثانية من مؤتمر القاهرة للقوى السياسية والمدنية السودانية، بعد أن أسفر المؤتمر الأول، المنعقد في يوليو 2024، عن توافق على خارطة طريق لإنهاء الأزمة. وشدد على أن أي طرف لن يتمكن من حسم الحرب لصالحه، داعياً الفرقاء السودانيين إلى الجلوس معاً والانخراط في حوار وطني شامل.
وحول موقف مصر من مستقبل السودان، أكد عبد العاطي أن القاهرة تقف إلى جانب الدولة السودانية ومؤسساتها، وترفض بشكل قاطع أي محاولة لتقسيم البلاد. وأضاف أن الحل يجب أن ينبثق من الداخل السوداني، عبر إقامة دولة ديمقراطية موحدة ومعاصرة، تتسع لجميع القوى السياسية والمدنية والمسلحة، شريطة ألا يكون هناك أي وجود أجنبي أو مرتزقة، مشدداً على أن السودان يجب أن يبقى للسودانيين فقط.
من جهته، رحب تجمع الدبلوماسيين السودانيين بإعلان الولايات المتحدة استضافة الاجتماع الوزاري لمجموعة الرباعية، داعياً إلى اتخاذ خطوات عاجلة لدعم جهود وقف الحرب وضمان تدفق المساعدات الإنسانية. وحذر التجمع من خطورة استمرار النزاع، وما قد يترتب عليه من تهديدات للأمن والسلم الإقليمي والدولي. كما طالب بحظر مشاركة الجيش وقوات الدعم السريع وأي تشكيلات عسكرية أخرى في السلطة، وحظر حزب المؤتمر الوطني، ومحاسبة المسؤولين عن الانقلاب العسكري والمتورطين في الحرب، مع التأكيد على ضرورة التزام القوى الدولية بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للسودان، والحفاظ على حدوده المعترف بها دولياً، ورفض أي وجود عسكري أجنبي دائم أو قواعد عسكرية أجنبية على أراضيه.