أعلنت وزارة السياحة والصناعات التقليدية إدراج موقع قرية تونين الأثري بمدينة غدامس في سجل التراث المعماري والعمراني في البلدان العربية.
جاء ذلك خلال مشاركة وزارة السياحة والصناعات التقليدية، ممثلةً بمستشار الوزارة سمية الأمين عصمان، في أعمال الاجتماع العاشر لمرصد التراث المعماري والعمراني في الدول العربية، الذي انطلقت جلساته في العاصمة اللبنانية بيروت.
وافتتح الجلسة كلٌّ من المبعوث الأممي الأسبق إلى ليبيا وزير الثقافة اللبناني غسان سلامة، والمدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) محمد ولد، مؤكدَين أن التراث المعماري والعمراني يشكل ركناً أساسياً من الهوية الثقافية للمنطقة العربية، وأن هذا اللقاء يمثل منصة مهمة لتبادل الخبرات وتعزيز التعاون العربي في هذا المجال.


وقدمت عصمان عرضاً للملفات الليبية الخاصة بالتراث المعماري والعمراني، حيث تمت مناقشتها مع الوفود المشاركة، إلى جانب طرح مقترح تسجيل هذا التراث في قوائم المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، بما يسهم في توثيقه وحمايته وإبرازه على المستويين العربي والدولي.
وجرى في العاصمة بيروت بلبنان إدراج موقع قرية تونين في سجل التراث المعماري والعمراني في البلدان العربية، الذي تشرف عليه المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)، ووزارة السياحة والصناعات التقليدية واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم وذلك اعترافاً بقيمته التاريخية والمعمارية.


وياتي هذا الادراج بمبادرة من وزارة السياحة والصناعات التقليدية، بعد عقد اجتماعات خاصة بالمرصد ومتابعة إعداد الملف الفني والتاريخي للموقع، والتنسيق مع الهيئات الدولية والإقليمية والمحلية المختصة كجهاز تنمية وتطوير مدينة غدامس وفريق العمل المصاحب.
جاء هذا القرار بناءً على ترشيحٍ مقدّم من وزارة السياحة والصناعات التقليدية الليبية واللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، وذلك اعترافاً بالقيمة التاريخية والمعمارية الفريدة التي تتمتع بها القرية، والتي تجسّد عبقرية التوافق بين الإنسان والبيئة الصحراوية عبر العصور .
وتمّ هذا الإنجاز بمبادرةٍ حثيثة قادتها وزارة السياحة والصناعات التقليدية، تحت الإشراف المباشر من الوزير نصر الدين ميلاد الفزاني حيث كلّفت مستشار الوزارة سمية الأمين عصمان بحضور إجتماعات المرصد العربي للتراث المعماري والعمراني، ومتابعة إعداد الملف الفني والتاريخي الشامل للموقع، وفق أعلى المعايير الدولية .


وشملت الجهود تعاوناً مع جهاز تنمية وتطوير مدينة غدامس، ممثلاً برئيسه عبد السلام هيبة، وفريق العمل المختص الذي قاده عبد المنعم إبراهيم .
وأسهم هذا التعاون الوطني المحكم في تقديم ملفٍ علميٍ دقيقٍ، سلّط الضوء على الأهمية الثقافية والحضارية لقرية تونين، كمعلمٍ أثريٍ ورمزٍ للتنوع ونموذجٍ حيٍ للحوار بين الحضارات .
ويُعدّ هذا الإدراج إضافةً نوعيةً لسجل التراث الليبي والعربي، ومحفزاً قوياً لتنشيط السياحة الثقافية في منطقة غدامس، وتعزيز مسارات التنمية المستدامة المرتبطة بالتراث .
يُذكر أن “سجل التراث المعماري والعمراني في البلدان العربية” يهدف إلى توثيق وحماية المواقع ذات القيمة الاستثنائية، وأن ملفات وطنية ليبية أخرى لا تزال قيد الدراسة لدى المنظمات المختصة .