الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2025-09-10

1:23 صباحًا

أهم اللأخبار

2025-09-10 1:23 صباحًا

اعتصموا بحبل الله

01

عبدالمحسن عبدالله

الحمد لله …

أما بعد.. فإننا نعيشُ أحداثاً مؤلمةً جَرَّاءَ ما يجري على إخوانِنا

في غزةَ من قتلٍ وتدميرٍ وحصارٍ وتجويعٍ وتهجيرٍ من الصهاينةِ المجرمين ، وعلى مرأىً ومسمعٍ من كلِّ المسلمين، يعيشون التجويعَ والقهرَ الذي لم تشهد البشريةُ مثلَه من قبلُ، حتى رأى العالَمُ مشاهدَ مفجعةً، وصوراً مؤلمةً، تنقل حالَ الجوعِ والمرضِ في غزّة، في بيانٍ واضحٍ غيرِ خفيٍّ لحقيقةِ العدوِّ الصهيونيّ ووحشيتِه وشرِّهِ وإجرامِه.

لِمِثْلِ هَذَا يَمُوتُ الْقَلْبُ مِنْ كَمَدٍ..إِنْ كَانَ فِي الْقَلْبِ إِسْلَامٌ وَإِيمَانُ

أيّها المسلمون ! المؤمنون إخوة ، أَلَمُهُمْ واحدٌ، وجِرَاحُهم واحدٌ، ما يؤذي المسلمَ في أيّ مكان يؤذي كلَّ المسلمين أينما كانوا، فمثلُهم (فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ شَيْءٌ، تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى) .  

أيها المسلمون ! المؤمنُ يتعاملُ مع أقدارِ اللهِ المؤلمةِ بالصبرِ؛ والصبرُ واجبٌ، ويتعاملُ معها -أيضا-  بالرجوعِ على النفسِ باللائمة، كما قال الله -سبحانه : (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) ، يتعاملُ معها بالصبرِ ولَوْمِ النفسِ. أمّا الصبرُ فيثمرُ الانضباطَ بالشرع، وعدمَ تعدّي حدودِ الله، وأن لا يقعَ العبدُ في الجزعِ والانقطاعِ واليأسِ من رَوْحِ الله ونصره، {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}. وأما لَوْمُ النفسِ فيثمرُ التوبةَ، والرجوعَ إلى اللهِ، وإصلاحَ الخلل، وهكذا سبيلُ النصرِ وطريقُ الفوزِ والرشادِ. فإنّ السببَ في الذُّلِّ الذي يعيشُه المسلمون اليومَ هو ما فشا فيهم من الشركيات القوليةِ والفعليةِ، الكبيرةِ والصغيرةِ، هو بسببِ ما ظهر فيهم من البدعِ التي شَوَّهَتْ جمالَ الدّين، وانحرفَ بها كثيرٌ من الناس عن مَسَارِ الشريعةِ، هو بسبب ما انتشر بينهم من المعاصي والذنوبِ التي أظلمت من جَرَّائِهَا القلوبُ، وأفسدت العلائقُ بينهم وبين ربهم وخالقهم -سبحانه-، هو بسبب تركِ الواجباتِ الدينيةِ، حتى ترك فئامٌ من المسلمين بعضَ أركانِ الإسلامِ؛ كترك الصلاة، ومنع الزكاة، ونحوِ ذلك من المخالفات الخطيرة التي تورث الذلَّ والهوانَ. أيها المسلمون! يقول الله تعالى {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}. عن أَبِي مُوسَى الأشعري  أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم – قَالَ :

 (لاَ يُصِيبُ عَبْدًا نَكْبَةٌ فَمَا فَوْقَهَا أَوْ دُونَهَا إِلاَّ بِذَنْبٍ، وَمَا يَعْفُو اللَّهُ عَنْهُ أَكْثَرُ)  

وَقَرَأَ {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}  فالذنوب شرٌّ وهلاكٌ وهزيمةٌ وذُلٌّ وَهَوَانٌ، وقد ثبت عن ابنِ عمرَ  أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم – قال:

(إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَابَ الْبَقَرِ، وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ، وَتَرَكْتُمُ الْجِهَادَ، سَلَّطَ اللهُ عَلَيْكُمْ ذُلاًّ لًا يًنْزِعُهُ حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ) .

إذا عرفنا أنّ ما يجري علينا إنما هو بِسَبَبِ بُعْدِنَا وَخَطَايَانَا فَالحلُّ -إذاً- في تقوى اللهِ، والرجوعِ إليه، والثباتِ على شرعِه، فدينُنا هو سببُ عزِّنا ونصرِنا، قال الله سبحانه:

{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}.  وقال سبحانه : {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}.

وقد سمعتم في حديث ابنِ عمر: (حَتَّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ).

وقد قال عُمَرُ الملهمُ رضي الله عنه كلمةً ذهبية ؛ قال :

“نَحْنُ قَوْمٌ أَعَزَّنَا اللهُ بِالْإِسْلَامِ، فَإِنِ ابْتَغَيْنَا الْعِزَّةَ بِغَيْرِهِ أَذَلَّنَا اللهُ”.

ونحن لما قَصَّرْنَا وَابْتَعَدْنَا غُلِبْنَا مِنْ ثُلَّةٍ من اليهود الذين هم أذلُّ الأمم وأحطُّها، تسلّطوا على أرضِنا فأخذوها منّا مع كثرتِنا ووفرتِنا وعجزِنا عن دفع العَادِيَةِ عنّا، ذلّاً وهواناً. والله المستعان.

____________________

07 صفــــــر 1447 هجري

01 / 08 / 2025 م

إدارة شؤون المساجـد

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة

PNFPB Install PWA using share icon

For IOS and IPAD browsers, Install PWA using add to home screen in ios safari browser or add to dock option in macos safari browser

Manage push notifications

notification icon
We would like to show you notifications for the latest news and updates.
notification icon
You are subscribed to notifications
notification icon
We would like to show you notifications for the latest news and updates.
notification icon
You are subscribed to notifications