انقلب قارب على متنه أكثر من تسعين مهاجرا، الثلاثاء، أثناء محاولة سفينة تجارية إنقاذهم، ما أسفر عن وفاة طفلين غرقا وفقدان شخص، فيما لا يزال المهاجرون بوضع خطر.
وقد أخطرت منظمة “سي ووتش” غير الحكومية السلطات الإيطالية وكذلك وكالة حرس الحدود والسواحل الأوروبية بالواقعة، لكن دون جدوى، حسبما أعلنت على صفحتها على إكس “سي ووتش إيطاليا”.
وذكرت المنظمة في سلسلة من التغريدات أن هناك “طفلان ميتان وشخص مفقود. يوم الاثنين، رصدنا قاربا في خطر وأبلغنا السلطات، انقلب القارب أثناء عملية إنقاذ قامت بها سفينة تجارية. يجب أن نمنع إعادتهم إلى ليبيا”. وتدعى السفينة التجارية “بورت فوكوكا”.
ونوهت المنظمة إلى أن طائرة تابعة لها رصدت، الاثنين 28 يوليو، القارب الذي كان في خطر وهو على متنه أكثر من تسعين شخصا في وسط البحر المتوسط منذ ثلاثة أيام، وأنها سارعت إلى طلب المساعدة، إلا أن “فرونتكس وصلت بعد ست ساعات ورأت القارب وغادرت”. وأضافت لائمة أنه “كان بإمكان سفن الإنقاذ الأوروبية الوصول إليهم في غضون ثلاث ساعات تقريبا، لكنها اختارت عدم التدخل”.
وفي آخر تغريداتها، نوهت إلى أن الناس لا يزالوا عالقين على متن السفينة التجارية، وأضافت أن “السلطات الإيطالية تبذل قصارى جهدها لمنعهم من الوصول إلى إيطاليا. هناك خطر داهم من أن يقوم خفر السواحل الليبي باعادتهم إلى ليبيا”
وأضافت منظمة “سي ووتش” أن سفينتها الإنسانية “أورورا” لم تتمكن من التدخل بسبب احتجازها في ميناء لامبيدوزا من قبل السلطات الإيطالية منذ 22 يوليو وذكرت أنه “كان بإمكان سفينتنا السريعة ‘أورورا’ التدخل لإنقاذ هؤلاء الأشخاص. فهي تبعد أربع ساعات ونصف فقط، لكن السلطات الإيطالية احتجزتها في ميناء لامبيدوزا لأسباب غير معروفة”.
وقبل أسبوع، تم اختيار ميناء في بوتسالو بصقلية لسفينة “أورورا”، التي أنقذت 70 مهاجرا في المياه الدولية. وبسبب سوء الأحوال الجوية، حوّلت السفينة الإنسانية مسارها إلى ميناء لامبيدوزا الأقرب. وبعد أسبوع، أمرت مقاطعة أغريجنتو باحتجاز السفينة لعدم التزامها بالميناء المحدد لها. وكتبت المنظمة غير الحكومية في بيان “هذا القرار ذو دوافع سياسية، يُعاقب من يُنقذون، هذا هو الحال في عام 2025”.
وتتكرر مآسي غرق المهاجرين في البحر المتوسط. وكان قد تأكد غرق سفينتين قبالة الساحل الليبي يومي 12 و13 يونيو الماضي، ووفاة شخصين، فيما لا يزال 60 آخرون في عداد المفقودين. وأعربت المنظمة الدولية للهجرة في بيان سابق عن “قلقها العميق” إزاء فقدان ستين شخصا على الأقل، ودعت إلى تحرك عاجل ومنسق مؤكدة أن ثمن التقاعس يُقاس بالأرواح البشرية.