عادت أزمة الخبز تلوح في الأفق من جديد، بسبب معاناة الخبازين من صعوبات عدة بينها تأمين الوقود وارتفاع أسعار الدقيق وانخفاض التسعيرة المفروضة على الرغيف.
حذر رئيس النقابة الفرعية لعمال المخابز ناجي الصغير، من أزمة وشيكة في توفير الخبز بسبب صعوبات في تأمين الوقود.
وأوضح الصغير في تصريحات لـ “العين الإخبارية”، أن المخابز تحصل على كميات محدودة شهريًا من الوقود، الأمر الذي يضطرها للجوء للسوق السوداء لشراء الديزل بأسعار خيالية تصل إلى 900 دينار لبرميل سعته 200 لتر، في ظل غياب أي دعم حكومي.
واتهم الصغير الجهات الرسمية بتجاهل واقع السوق والتحديات اليومية التي تواجه أصحاب المخابز، مبينا أن التسعيرة المفروضة لا تُراعي ارتفاع التكاليف التشغيلية، منبها إلى احتمالية قيام بعض المخابز بإغلاق أبوابها.
أزمة الكهرباء
من جانبه أفاد رئيس اللجنة العليا لمتابعة المخابز، علي أبوعزة، في تصريحات لـ “العين الإخبارية” أن الكميات المخصصة من الديزل للمخابز لا تتجاوز 1000 لتر، وهي كمية غير كافية لتغطية احتياجات التشغيل، ومع ضعف الإمدادات وتراجع التوزيع، أصبحت أزمة الخبز هناك أكثر تفاقمًا.
وأضاف أن أزمة الكهرباء لعبت دورًا كبيرًا في ارتفاع أسعار الدقيق، إذ أنها تسببت في تراجع إنتاج المطاحن، ما فتح الباب أمام بعض التجار لاستغلال الأزمة ورفع الأسعار بشكل غير مبرر.
قرارات جائرة
فيما أعربت نقابة الخبازين عن رفضها “للقرارات الجائرة” المتعلقة بتحديد أسعار الخبز وعلى رأسها فرض تسعيرة تقضي ببيع 4 أرغفة بوزن 100 جرام مقابل دينار واحد.
وقالت نقابة الخبازين، إنه تم اتخاذ القرارات دون التشاور مع المعنيين أو مراعاة التحديات الحقيقية التي تواجه القطاع.
وطالبت النقابة الجهات الرقابية ووزارة الاقتصاد بتحمل مسؤولياتها لضمان توزيع عادل للوقود والدقيق، والعمل على التوقف عن اتخاذ قرارات انفرادية تزيد من حدة الأزمة بدلًا من معالجتها.
تسعيرة الخبز المقررة
وكانت وزارة الاقتصاد بحكومة الوحدة الوطنية قد أصدرت في أكتوبر الماضي قرارًا يقضي بتحديد سعر رغيف الخبز بـ 250 درهم، “ربع دينار”.
ووجه وزير الاقتصاد محمد الحويج خطابا إلى جهاز الحرس البلدي، أكد فيه استمرار العمل بقرار 2020 بشأن الحد الأقصى لسعر الرغيف.
وجاء إصدار القرار وفق الوزارة؛ لتجاوز بعض المخابز بما جاء في القرار، داعية الجهاز لوضع هذا القرار موضع التنفيذ.
ما بين ارتفاع تكاليف صناعة الخبز وتحمل الخبازين أعباءها في ظل تجاهل الحكومة لمعاناتهم حسب وصف الخبازين تتصاعد المخاوف من حدوث أزمة في الخبز خلال الفترة المقبلة.
