من المقرر أن يعقد مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة يوم غد الاثنين جلسة مشاورات مغلقة لمناقشة تطورات الأوضاع في السودان، وذلك بناءً على طلب مشترك تقدمت به كل من الدنمارك والمملكة المتحدة، التي تتولى مسؤولية الملف السوداني داخل المجلس. ويأتي هذا الاجتماع في ظل تصاعد حدة العنف في شمال دارفور ومناطق كردفان، حيث تسعى الدول المعنية إلى الاطلاع على آخر المستجدات الإنسانية والسياسية المرتبطة بالنزاع المتفاقم في البلاد. ومن المتوقع أن يقدم مسؤول رفيع من إدارة الشؤون السياسية والتنفيذية بالأمم المتحدة إحاطة شاملة حول الوضع الراهن.
وقد شهدت مناطق عدة في شمال كردفان، من بينها أم سيالة وأم صميمة، خلال الأسبوع الماضي، مواجهات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، انتهت بسيطرة الأخيرة على البلدتين. وتشير تقارير صحفية إلى أن قوات الدعم السريع شنت هجمات واسعة النطاق على قرى في شمال وغرب كردفان، ما أدى إلى موجات نزوح جديدة وتفاقم الأزمة الإنسانية في الإقليم.
وفي مدينة الأبيض، قصفت طائرات مسيّرة تابعة للدعم السريع الأحياء الشمالية والغربية، بما في ذلك منشآت مدنية ورياضية، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، وسط إدانات محلية ودعوات دولية لوقف استهداف المدنيين.
وتبقى جلسة مجلس الأمن المرتقبة محطة حاسمة في مسار الأزمة السودانية، حيث يُنتظر أن تسهم في بلورة موقف دولي أكثر وضوحًا تجاه التصعيد العسكري والانتهاكات الإنسانية، في ظل تعثر المساعي السياسية الداخلية وتزايد الدعوات لإيجاد حل شامل يضمن وحدة السودان واستقراره.
