أعلن المتحدث باسم مجلس النواب عبد الله بليحق، أن رئيس المجلس والنواب تأجيل جلسة المجلس إلى يوم غد الثلاثاء لحين وصول الأعضاء عن المنطقة الغربية.
منع نواب من السفر
وكان بليحق، قد صرح في وقت سابق لتلفزيون المسار أن نحو 50 نائبًا كانوا قد وصلوا إلى مطار معيتيقة الدولي، استعدادًا للسفر إلى مدينة بنغازي للمشاركة في جلسة إقرار الميزانية العامة للدولة، قبل أن يتم إلغاء رحلتهم.
وأوضح بليحق أن مصلحة الطيران المدني رفضت منح الإذن للرحلة الجوية الخاصة بأعضاء مجلس النواب المتوجهين إلى بنغازي، مما أدى إلى تعذر التحاقهم بالجلسة المقررة.
وأشار بليحق إلى أن هذا الإجراء يمثل تعطيلًا مباشرًا لعمل السلطة التشريعية، في وقت حساس يتعلق بمناقشة الميزانية العامة للدولة.
مخالفة الإعلان الدستوري
من جانبه اتهم النائب الثاني لرئيس المجلس مصباح دومة أوحيدة ، في بيان رسمي، مصلحة الطيران المدني بمنع النواب من التنقل، معتبرا أن هذا الإجراء يُعد مخالفة صريحة للإعلان الدستوري وانتهاكا للحق في حرية التنقل، مطالبا النائب العام بفتح تحقيق عاجل ومحاسبة المسؤولين عن الحادثة وفقا للتشريعات النافذة.
وأكد دومة أن هذه الممارسات تُعرقل أداء السلطة التشريعية، داعيا إلى تسهيل الإجراءات التي تكفل للنواب ممارسة مهامهم باستقلالية وحرية، دون تدخل أو تضييق قد ينعكس سلبا على المسار السياسي.
ودعا “الأطراف المعنية كافة إلى تسهيل الإجراءات اللازمة لضمان ممارسة النواب لمهامهم بكل استقلالية وحرية بعيدًا عن أي تدخلات أو عراقيل تؤثر على المسار السياسي والوطني”، وحض على “ضرورة الالتزام بالمسؤوليات الوطنية وعدم السماح لأي جهة أو طرف بإعاقة سير العملية السياسية أو التعدي على مؤسسات الدولة”.
العبث بمؤسسات الدولة
من جانبه أكد عضو مجلس النواب طارق المشاي، في تصريحات لقناة العربية أن إلغاء رحلة النواب من مطار معيتيقة يكشف إلى أي مدى بلغ “العبث بمؤسسات الدولة”، وتحكُّم السلطة التنفيذية في مفاصلها بطريقة تتجاوز القانون والدستور.
وشدد المشاي على أن ما جرى ليس مجرد إجراء إداري، بل هو قرار سياسي بامتياز، يهدف إلى “خنق دور مجلس النواب ومنع ممثلي الشعب من أداء واجبهم في هذه اللحظة الحرجة”.
وكشف المشاي أن النواب كانوا يعتزمون مناقشة تداعيات القصف الجوي على مدن المنطقة الغربية، بالإضافة إلى قانون الميزانية، مشيرا إلى أن هناك أطرافا “لا تريد فتح هذا الملف، ولا تريد أي محاسبة أو مساءلة”.
وحذر من أن “استمرار هذا السلوك من قبل حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها”، يمثل خطرا مباشرا على وحدة البلاد، ويؤسس لسابقة خطيرة يتحول فيها المطار إلى أداة للمنع السياسي، والمؤسسة التشريعية إلى ضيف غير مرغوب فيه في وطنها”.
وزراء يسافرون بأريحية ونواب يمنعون من حضور جلسات
فيما استنكر النائب عبدالنبي عبدالمولى، أنه يرى أن وزراء في حكومة الوحدة الوطنية يتنقلون خارج البلاد بأريحية وبطائرات خاصة، بينما أعضاء مجلس النواب يمنعون من التنقل داخل البلاد لعقد جلسات برلمانية.
واعتبر ما قامت به حكومة الوحدة الوطنية من منع النواب من التنقل إلى بنغازي لعقد جلسة إقرار الميزانية الإثنين، مؤكدا ان ذلك انتهاك واضح لحقوق أعضاء مجلس النواب.
وأضاف عبد المولى في تصريح نقلته “الحدث” أن الطائرة كانت جاهزة للإقلاع منذ أكثر من 5 ساعات ولم تسمح مصلحة الطيران المدني للطائرة بالإقلاع لأنها تحمل النواب لمدينة بنغازي وهذه الحادثة لم تكن المرة الأولى.
وحمّل عبدالنبي المسؤولية أيضا للنائب العام للتدخل وإيقاف هذه المهزلة، لافتا إلى أن النواب جهة شرعية لهم حقوق ولن يسمحوا بالمساس بها.
وأوضح عبد المولى أن حكومة الوحدة تظهر نتائجها السيئة بمنع الليبيين من أداء عملهم، وترسخ مبدأ الانقسام بهكذا أفعال غير مسؤولة.
منع النواب من السفر 3 مرات
وقال عضو مجلس النواب علي الصول في تصريح نقلته “لام” إن منع رحلات النواب تكرر 3 مرات في ظل وجود الدبيبة ويجب أن يكف عن مثل هذه الأفعال.
وأوضح أن منع الرحلة يعد دليلًا على السيطرة الإدارية لحكومة الوحدة على مطار معيتيقة الدولي عكس ما يدعي خلال الفترة الماضية.