أعلنت المنظمة الدولية للهجرة والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، عودة أكثر من 1.3 مليون شخص نازح إلى ديارهم في السودان.
ودعت المنظمات الأممية الثلاث في بيان مشترك إلى تقديم المزيد لدعم هذه العودة، خاصة وأن بعض الجيوب الآمنة بدأت بالظهور نسبيا.
وأضافت الوكالات الأممية، أن 320 ألف شخص آخرين عادوا إلى السودان منذ العام الماضي، معظمهم من مصر وجنوب السودان، حيث قدم بعضهم لتقييم الوضع الحالي في البلاد قبل اتخاذ قرار نهائي بالعودة.
وتركزت عودة هؤلاء الأشخاص بشكل أساسي في ولايات الخرطوم وسنار والجزيرة، وهي مناطق شهدت دمارا هائلا على مدار أكثر من عامين من الحرب، وفق الوكالات.
ووفق البيان، فإن هؤلاء العائدين يشملون الآلاف من النازحين السودانيين داخلياً، بالإضافة إلى اللاجئين وطالبي اللجوء المقيمين في السودان والعديد منهم انقطعت عنهم المساعدة تماما منذ بدء الحرب.
وأكدت المنظمات الحاجة الملحة لزيادة الدعم المالي، مشيرا إلى أن “العمليات الإنسانية تعاني نقصا هائلا في التمويل داخل السودان، وعبر البلدان المجاورة التي تستضيف الفارين”.
وأضاف البيان أن “الشركاء الإنسانيين يؤكدون ضرورة بدء جهود التعافي في المناطق التي أصبحت أكثر سهولة في الوصول وأكثر أمانا نسبيا، وفي الوقت نفسه، أكد البيان وجود حاجة ماسة إلى التمويل، لتحسين ظروف اللاجئين في الدول المضيفة”.
دعوة لإنهاء الحرب
وقال المنسق الإقليمي لشؤون اللاجئين لأزمة السودان مامادو ديان بالدي، إن “العودة هي أكثر من مجرد دليل على رغبة الناس في الرجوع إلى وطنهم، هذه العودة هي دعوة ملحة لإنهاء الحرب، حتى يتمكن الناس من العودة وإعادة بناء حياتهم”.
وأردف ديان بالدي “أن هذه العودة تمثل تحولا واعدا لكنه هش وتشير أيضا إلى أن البلدان المضيفة تعاني بالفعل من ضغوط متزايدة”، داعيا إلى تضامن دولي أقوى مع الشعب السوداني الذي نزح بسبب هذه الحرب المروعة، ومع البلدان التي فتحت أبوابها لهم.
وبحسب وكالات الأمم المتحدة، فإنه على الرغم من تراجع القتال في مناطق العودة، لا تزال الظروف محفوفة بالمخاطر، حيث دمرت البنية التحتية العامة بالكامل، من خطوط إمداد الطاقة والطرق وشبكات الصرف الصحي، كما تعرضت المدارس والمستشفيات للخراب أو تحولت إلى ملاجئ جماعية تستضيف العائلات النازحة.
العائدون حيويون لتعافي السودان
من جانبه أكد المدير الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة، عثمان بلبيسي ضرورة دعم العائدين في خيارهم الطوعي للعودة. وتابع أن “الأشخاص الذين يعودون إلى ديارهم ليسوا ناجين سلبيين، بل هم حيويون لتعافي السودان”.
وأشار بلبيسي إلى أن “الوضع الإنساني مأساوي، لكن بالدعم المناسب يمكن للعائدين إحياء الاقتصادات المحلية، واستعادة الحياة المجتمعية وتعزيز الأمل حيث تشتد الحاجة إليه، لكنهم لا يستطيعون فعل ذلك بمفردهم، ويجب أن نعمل جنبا إلى جنب مع الشركاء المحليين لضمان أن يعود الناس ليس إلى أنظمة محطمة، بل إلى أسس السلام والكرامة والفرص”.
واستطرد المدير الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة قائلا إن “آلاف الأشخاص الذين يسعون للعودة يتحركون إلى ديارهم بدافع الأمل والصمود والارتباط الدائم بالوطن، ومع ذلك من الضروري التأكيد على أن العودة يجب أن تبقى خيارا طوعيا وواعيا وكريما”.
سباق مع الزمن لتوفير الخدمات
بينما قال مدير المكتب الإقليمي للدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، عبد الله الدردري إن “أي شخص أجبر على ترك منزله يعرف الرغبة الغامرة في العودة”،
وأوضح أنه “بدون إجراء عاجل، سيعود الناس إلى مدن مدمرة، ونحن في سباق مع الزمن لإزالة الأنقاض، وتوفير المياه والطاقة والرعاية الصحية، ونحتاج أيضا إلى تقديم دعم طويل الأجل للوظائف والأعمال، ومعالجة الأضرار الخفية للحرب، بما في ذلك الاستشارة والمساعدة القانونية للنساء ضحايا العنف”.