أكد رئيس الحكومة الليبية الدكتور أسامة حماد أن ليبيا، رغم أنها ليست من دول المقصد الرئيسية للهجرة، بذلت جهودًا كبيرة ومتواصلة في مكافحة شبكات الجريمة المنظمة المرتبطة بالهجرة غير النظامية مشيرًا إلى أن القوات المسلحة والأجهزة الأمنية نفذت عمليات ميدانية حاسمة لتفكيك تلك الشبكات.
جاء ذلك خلال كلمة رئيس الحكومة في افتتاح فعاليات المؤتمر العلمي الدولي حول الجرائم العابرة للحدود وتداعياتها على الأمن القومي، حيث شدد حماد على أن التحديات الأمنية المرتبطة بالهجرة لم تعد محلية، بل باتت تتطلب تعاونًا إقليميًا ودوليًا حقيقيًا، يعتمد على التنسيق الفعّال والشراكة الصادقة.
وشدد على أن بعض السياسات الأوروبية، وخاصة في دول مثل إيطاليا واليونان، أصبحت خاضعة لتأثير عصابات الجريمة المنظمة، لافتًا إلى أن هذه العصابات باتت تتحكم في القرار السياسي في تلك الدول، مما يعرقل الجهود الدولية ويُفشل أي مبادرات فعالة.
كما أشار إلى غياب البرامج التنموية والاقتصادية في دول المنبع، والتي من شأنها أن تخلق بيئة مستقرة وفرص عيش كريم تقلل من دوافع الهجرة.
وقال حماد: “نوايا الاتحاد الأوروبي غير صادقة في الحد من الهجرة العابرة للحدود، وكان الأجدر به التعاون الكامل مع ليبيا في هذا الملف الحساس”، مؤكدًا أن بعض الكيانات والأشخاص في أوروبا حولوا قضية الهجرة إلى وسيلة للتكسب المادي غير المشروع.
وختم بالقول إن سياسة الارتزاق من الهجرة غير النظامية تقوض الجهود الدولية وتفرغ الشعارات الرنانة من مضمونها”، داعيًا الاتحاد الأوروبي إلى إعادة النظر في سياساته، واعتماد السبل المثلى للتنسيق المباشر مع دول المنبع ودول العبور.