الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2025-09-09

8:42 مساءً

أهم اللأخبار

2025-09-09 8:42 مساءً

الطبيب الشاعر .. الذي يؤمن أن الترجمة بهجة والطب أقرب إلى الأدب

بيوغرافيامحمد قصيبات

محمد قصيبات

“ قلق حارس المرمى أثناء ضربة الجزاء ” :

كانت شخصيةُ حارس المرمى من الشخصيات المهمة في زمن طفولتنا .. ربما أكثر من زمننا هذا ؛ فما زال جيلي يتذكر أسماءً مثل علي بوعود وإبراهيم المصري وعلى الوش ، ومن الحراس العالميين الروسي المشهور ياشين وكذلك الانجليزي بانكس ، وهناك من الكتّاب الحاصلين على جائزة نوبل من كان يشغل ذلك المركز ومنهم من كتب رواية حول هذه الشخصية التي تحولت بفعل الزمن من الحكمة إلى “التهريج”.

هكذا ترجم قصيبات قصة الكاتب النمساوي ( بيترهاندكه ) الحاصل على نوبل للآداب .. الذي خصص لشخصيةِ لاعب المرمى روايةً تحمل عنوان “ قلق حارس المرمى أثناء ضربة الجزاء ” وتتناول الجانبَ النفسي لحارس مرمى سابق على لسان صاحب السيرة الكبيرة الفاخمة الزاخرة بالعطايا يقول :

العيش بعيدا عن الوطن يجعل صعوبة في نشر كتبي في ليبيا لهذا كان لي حظ النشر في دول المغرب العربي « تونس والجزائر والمغرب » وكذلك فرنسا فيما يتعلق بكتبي التي باللغة الفرنسية .. وفي الواقع لديّ خمسة كتب صدرت عن «دار خيال» نوفمبر 2024 لمناسبة معرض الجزائر الدولي للكتاب الذي أقيم  بالعاصمة الجزائر في شهر نوفمبر 2024 م ، لم أكتبْ روايات ولكن دواوين شعر وكتبًا عن التاريخ وعددا كبيرا من الكتب المترجمة، كتبتُ خلال الـ55 عاما الماضية أكثر من حوالي 50 كتابا لم أنشر منها غير الثلث وذلك لأسباب تتعلق بعملي كمستشار لأمراض القلب بالمستشفيات الفرنسية حيث أعيش هناك منذ العام 1972 وإجمالا .. صدر لي حتى الآن 14 كتابا منها ديوان « رحلة الأعمى » تونس 2008 مع ترجمته الإنجليزية من قبل أستاذ بجامعة كامبردج، والترجمة الفرنسية للديوان صدرت عن دار نشر فرنسية عريقة هي دار «هارماتان»، كتاب بعنوان «Une Nuit A Benghazi» وهو ترجمة لحكايات الفاخري وقصص هدى القرقني ، ونشر الكتاب ضمن «العلاج بالقراءة » مشروع تجريبي بفرنسا.

هو طبيب القلب الشاعر والمترجم الليبي وابن بنغازي الذي ولد فيها عام 1953 م قبل تخصصه الطبي درس الأدب الإنجليزي بجامعة كامبردج .. على شكل دورات ( وكانت الدراسات تتعلق بأربعة أدباء هم ت س إليوت، وفيرجينا وولف، وجوزيف كونراد، ود ه لورانس) قبل أن ينتقل إلى فرنسا عام 1972 لدراسة الطب والتخصص في أمراض القلب .. عن نشاطه الأدبي فقد بدأه صغيرا في بنغازي حينما نشر عديد قصائده وتراجمه عبر صحيفة ( الحقيقة ) عام 1969 لأول مرة .. من الكتاب الذين بدأ الترجمة لهم ونشر أعمالهم في الحقيقة الإنجليزي (ELYOT  _ T_ S / تي . إس . إليوت ) وكذلك ترجم أعمال الشاعر اليوناني ( kafadyas كافادياس ) وهما من تتلمذ في أدبهما بالجامعة في بريطانيا مع أدب الكاتبة ( فيرجينيا وولف VERJINYA WOOF  )

والكاتب ( جوزيف كونراد ) والشاعر ( د ه لورانس ) .. وفي العام 1972 م انتقل إلى فرنسا ليتخصص في أمراض القلب هناك ويستمر في رحلته الحياتية العملية والأدبية والاجتماعية ..

نشر على مدى خمسين عاماً في عدد من والصحف والمجلات الليبية والعربية مثل المرأة وجيل ورسالة والثقافة العربية والمجال والأسبوع الثقافي والجديد المصرية والحسناء اللبنانية والمجاهد الجزائرية وأخبار الأدب والقدس العربي وكذلك مجلتي العربي والثقافة العالمية بالكويت

_ صدر  ديوان “رحلة الأعمى” عام 2008 عن دار وليدوف بتونس . وترجم الديوان إلى الإنجليزية ثم إلى الفرنسية (دار هارمتان) عام 2022.

_ صدر في العام 2022 للدكتور قصيبات كتاب « كيف يكتبون الرواية ؟ » عن جامعة الكتاب المغاربة .

_ أما في العام 2023 م فقد صدر الكتاب الأول من سلسلة «أدباء القرن العشرين» إعداد وترجمة أنطونيو ماشادو عن جامعة الكتاب المغاربة .

كتب في 2020 أن له عديد المخطوطات الجاهزة للنشر ربما ونحن نجمع سيرته العطرة اليوم 2025 م يكون قد أصدر عددا منها بالفعل وأقول عددا لأنها تربوا عن عشرين مخطوطا تحمل عناوين مهمة ومن كل بد سيترجمها أو فعل ليتسع مدى قراءتها بكل اللغات الحية فائدة ورواجا لتاريخ حافل ودراسات مهمة مثل :

_ كتاب ( ليبيا 1911 ) وهو عبارة عن دراسة تاريخية لتلك الحقبة .

_ ترجمة كتاب ( ليبيا 1968 ) مجموعة من المقالات عن ليبيا .

_ كتاب ( المعجزة الليبية وشخصيات ليبية أخرى ) .

_ كتاب ( البحث عن الواحة الضائعة ) .

_ كتاب ( حدائق بابل ) .

تحدث عن تجربته في الترجمة للنشء فيقول الدكتور محمد قصيبات :

(يظن البعضُ أن النشء (بدءا من عمر الخامسة عشر) قد تخلوا عن الكتابِ الورقي .. فاتضح لي العكس عندما ذهبتُ للمكتبات الفرنسية التي يرتادها الشباب شاهدتُ الازدحام على الكتاب الورقي.  بالطبع قد يقرأ الشباب كتبًا مختلفة وكلّ ما يتعلق بالخيال العلمي .. لقد دفعني ذلك للبدء في مشروع ترجمةِ الكتاب الكبار لمثل هذه الشريحة من القراء؛ وتم اختيار النصوص بعناية. بدأتُ منذ أشهر في نشر بعض الترجمات في طرابلس (دار إمكان) لتكون قريبة من القارئ الليبي . بدأتُ بكتاب بعنوان “سرحان يذهب إلى البحر” للفرنسي لوكليزيو ومختارات من الشعر بعنوان “حدائق بابل”، ثم أنشر الآن “ك” وهي للكاتب الإيطالي دينو بوزاتي الذي بدأ الكتابة تحت تأثير الصحراء الليبية وهناك جزءٌ ثالثٌ بعنوان”أجمل غريق في العالم” لغارسيا ماركيز .. وهي نصوص تحمل الكثير من المعاني وخالية مما ينتشر عند هذه الفئة من القراء، الذين صاروا ضحية لكتبٍ تتناول السحر مثل هاري بوتر وغيرهم حتى أنّ كتابًا عربا شرعوا يميلون إلى هذا النوع من الكتابات التي لا نعرف مدى تأثيرها على النمو العقلي للنشأ ).

ضمن أعماله المهمة الجليلة للمساهمة في دفع النشء للقراءة والاهتمام بنوعية الكتب وبعينه الثاقبة وخبرته الواسعة دخل مشروعا مهما بترجمته كتاب ( ك) للكاتب الإيطالي دينو بوزاتي ، عن دار إمكان ، ضمن سلسلة (ترجمات للنشأ) ، تاركا الرسوم للفنانة نعيمة قصيبات وعن مساهمتها المهمة في الكتاب قال قصيبات : (لقد شاركت الفنانة نعيمة قصيبات برسومها المميزة ، مما أعطى للنصوص عوالم تخصها ) . وأترك القارئ المتأني في معاني السيرة والمسيرة لرجل أفنى عمره في العطاء للإنسانية نعم هو عاش أعمارا كثيرة فيمن ترجم لهم وقرأ وتدبر وفيما كتب تاركا عبر زحام كتبه الخمسين أو يزيد الآن كثير مما يفيد أجيال ستقرأ تلك التراجم مع مقالاته المهمة وقصائده .. ومساهمة في التشويق للنهل من معين أديب لم ولن ينضب إدراكا منه أن قدره مهنة إنسانية ولون إبداعي تقاربا لتكون هذه الشخصية القيمية المحترمة تداوي القلوب بالدواء الكيميائي والمشرط كما بالكلمة الدافئة الدافعة لإعمال القلب والذهن كي لا يهدءا أبدا شغفا في الثقافة واغتراف المعرفة . أختم ماجمعت من سيرته حتى الآن وأطال الله عمره من كل بد سيزيد أعماله طالما هو على قيد الإبداع الحياتي اختمها بإحدى مقالاته المترجمة للكاتب الفرنسي  “جي دو موباسان” .

الزهايمر والكُتّاب – الجزء الثالث

في الوقت الذي كان نيتشة يعاني فيه من الجنون كان الكاتب الفرنسي المعروف “جي دو موباسان” ، الذي يتعبره النقاد أحد رواد القصة القصيرة، يعاني من المرض نفسه.

(1)

ولد موباسان عام 1850 ولم يعش طفولة هادئة، كانت أمه، والتي قيل انها كانت عشيقة الروائي المعروف “فلوبير” مصابة بالجنون، وكان أخوه مصابًا بالتخلف العقلي ولا نعرف الكثير عن أبيه الذي مات والكاتب في صباه.

يقول البروفيسور “ماهيندرا’ في كتاب الجنون في حديثه عن موباسان واعتمادا على ما جاء في مذكرات الكاتب، وكذلك الملف الطبي، أن المذكرات توضح إصابة موباسان وهو في عامه الثالث والثلاثين بضعف في النظر، حيث أصبح يقرأ ويكتب بصعوبة بالغة وكان يطلب من أصدقائه مساعدته على ذلك، واعتقد أخصائيو العيون في ذلك الوقت أن ذلك هو بسبب إصابته بالزهري الذي كان حينها منتشرا . وينقل صاحب المذكرات “أن خادم موباسان قد شهد بأن الكاتب قد شرع في الهلوسة بين الحين والحين؛ حيث كان موباسان يرى شخصًا آخر يخرج من جسده ليجلس على الكرسي قبالته، وكان يراه أحيانا. والواضح أن القصص التي كتبها في تلك الفترة تتحدث عن وجود مثل هذه الهلوسة وخاصة قصته المشهورة Le Horla التي يتحدث فيها عن شخص آخر يقبع في جسده يفكر له ، ويتحدث بدلا عنه ، وقد أثارت هذه القصة انتباه النقاد مثلما أثارت شخصية المعتوه لدوستوفسكي .” وحاول النقاد معرفة ذلك الشخص الذي يتحدث عنه الكاتب .. اعتقد بعضهم أن الكاتب يتحدث عن عمه، وقال آخرون بل يتحدث عن أخيه، ولم يفكر أحد أن الكاتب كان يعاني من مرض “ الزهايمر” حيث لم يكن المرض معروفًا في ذلك الوقت .

(2)

وعندما كان موباسان في عامه السابع والثلاثين توفي أخوه الذي كان يصغره بأربعة أعوام فتأثر الكاتب كثيرا، وشرع يحس بأوجاع في بطنه، وصداع متواصل فرض عليه البقاء في البيت. كان موباسان يبدو نحيفًا، نظراته شاردة في الفراغ، وشرعت ذاكرته تذهب عنه شيئا فشيئا وأخذ الأرق يحول ليله إلى جحيم؛ حيث كتب في رسالة يقول : “لقد قضيت ليلتي أنهض من السرير لأعود إليه دون جدوى في النوم، كنت مطاردًا بالكوابيس وبأصوات لا وجود لها”

ثم كتب في رسالة أخرى: ” إنني لم أعد استطيع الكلام، لم أعد أفهم ما أكتب”.

(3)

ذات مرة وبينما كان موباسان يمشي بالقرب من مقبرة، أخذ يجزم أنه قابل شبحه يمشي في الطريق، وفي عام 1891 – قبل موته بعامين – كتب موباسان رسالة مليئة بالأخطاء اللغوية إلى طبيبه الخاص التي نشرها ليرنر في مذكرات الكاتب:

“إني دون أمل أعيش لحظات احتضاري، بدأ دماغي يذوب بسبب غسله بالماء المالح، إن الملح يفسد الأدمغة، وفي كل ليلة، أحس أن أدمغتي (بالجمع) تنزل من أنفي وذلك يؤلمني كثيرًا، ذلك يعني أن الموت يقترب، وأنني أصبحت مجنونًا، لم يعد عقلي يميز الأشياء، وداعًا أيها الصديق”.

عندما قرأ الطبيبُ هذه الرسالة عرف أن شيئا خطيرًا نزل بمريضه، وقرر موباسان إطلاق النار على رأسه لقتل الذباب الذي يدور حول دماغه، ورآه خادمه ذات يوم يطلق النارَ على النافذة نحو عدو وهمي، ربما نحو الكائن الذي يشاركه جسده، والذي ربما ظن الكاتب أنه حاول الهروب منه بعد أن قرر الانتحار. بعدها قطع موباسان رقبته بالسكين وصاح يقول “انظروا ماذا فعلت إنني لمجنون إنني لمجنون”.

(4)

ونجى الكاتبُ من الموت لكنه بقى في عيادة المجانين بقية حياته؛ حيث تم احضاره مكبلا في رحلة بالقطار من مدينة كان إلى باريس حيث عيادة الدكتور المشهور “بلانش” والتي سبق أن استقبلت قبلها بأربعين عاما كاتبًا فرنسيًّا مشهورًا وهو “جيرار دو نيرفال”، ونجد في الملف الطبي في تلك العيادة أن تصرفات موباسان أصبحت حيوانية، شرع ينبح، ويلعق جدران غرفته، وكان يصرخ أحيانا مدعيًا أنه ابن الله، وأنه فاوض الشيطان الأكبر لاقتسام العالم. ودخل موباسان بعدها بأسابيع في غيبوبة ومات في صيف عام 1893 عن عمر يبلغ الثلاثة والأربعين عاما.

هذا هو إذن .. الشاعر والمترجم والطبيب الليبي محمد قصيبات .. إتقانه اللغة الإنجليزية في سن مبكرة قاده إلى دراسة الأدب البريطاني في جامعة كامبردج ، واطلاعه على أعمال كبار الكتاب .. الشاعر والمترجم المتعدد الأوجه ولكنه رغم تراجمه الكثيرة لروايات وقصص ومقالات وأشعار لم يبرح الشعر إبداعا يتخلقه ويقول إنه قريب من الطب .. قصيبات الذي يعتبر ” الكتاب مقبرة النص ونهايته ” لا يحتفل ولا يسعى كثيرا إلى النشر رغم المخطوطات الكثيرة الجاهزة التي ترقد في مكتبته والتي أفرج عن كثير منها في السنوات الأخيرة أخيرا ..  كما أنه لا يعتبر نفسه مترجما محترفا رغم خبرته الطويلة في الميدان ، ولذلك يرفض ترجمة ما يطلب منه، ولا يترجم إلا ما يشبهه ويشبه أفكاره، مثلما يؤكد في ثنايا هذا الحوار .. أدمن السفر والمنفى واعتبرهما شكلا من أشكال الإبداع ، وزاوج بين حبه الكبير للأدب والكتابة ، وولعه بالطب ودراسته وتعمقه فيه  فاعتبر الطب أقرب إلى الأدب منه إلى العلوم .. وهو يُعد اليوم من أشهر أطباء القلب في فرنسا التي يقيم فيها منذ عقود حتى تاريخ تجميع سيرته عبر منصتنا 2025 م .

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة

PNFPB Install PWA using share icon

For IOS and IPAD browsers, Install PWA using add to home screen in ios safari browser or add to dock option in macos safari browser

Manage push notifications

notification icon
We would like to show you notifications for the latest news and updates.
notification icon
You are subscribed to notifications
notification icon
We would like to show you notifications for the latest news and updates.
notification icon
You are subscribed to notifications