مصطفى التواتي
يأخذنا الشوق
ويسري بنا ماطاب له السرى
لنوافذ الشمس
لملامح الخطوات
المخبوءة خلف اشرعتنا
لرائحة معتقة
من زمن شرفات شح زيت فنارها
لأرصفة ارتدناها حفاة ذات طفولة
لرفاق تفرقت بهم الدروب
لزغاريد تترصد الشبابيك ماعدنا نسمعها
لبائع يجوب الطرقات
لصوته الطفولي
لجرجرة عربته
لرائحة خبزه الأسطوري
لزمن كان للرغيف والحب فيه رائحة
تجتاح الطفولة و المدى
يلج بنا بوابة الزمن الوردي
الأشواق من وراء البُعد تتوافى
يعود بنا
لوقار الشيوخ
لقبلات العجائز
لحضنهن الذي يسع كل أطفال الحي
لطوابير حلوى الكعك المحمل على رؤوس الصِبية
لنسوة كن يتشاركن
الحلوى والأهازيج
يتشاطرن الفرح والحزن
يطوف بنا أزقة مدججة بالحنين
يجتاح فينا كل نبض
كل همس
كل راجفة من رواجفنا
يوقض فينا اطياف وأطياب
وأرجوحة وطفولة
يزيح الغُبار عن طرق
تلحفت بالشوق
يجوب بنا أروقة الأماكن
يستحضر باحات و بيوت عتيقة
ودكاكين ارتدناها بزمن كان للقرش فيه هيبة
يأخذنا لعبق القرنفل المسبوك
لرائحة حب تسرب
من قُبل الأمهات
و جدائل الخالات
حضن العمات
من ود الجارات
يأخذنا خلسة لبيت الجد بزمن الحنائن
علنا نحضى بأرجوحتنا القديمة
المتكئة على خصر الدالية
لعلنا نضفر بقبلة الجدة
فتحيي فينا ألف زاد لألف عام..
…….