توقع عضو مجلس النواب عبد السلام نصية أن تكون احاطة المبعوثة الأممية لليبيا هانا تيته القادمة أمام مجلس الأمن طريق نحو الحل الحقيقي، أو نهاية لدور البعثة الأممية.
وقال نصية في تدوينة على فيسبوك عنونها بـ “إعلان وفاة أم بداية حل؟”، جاء فيها: “ليبيا اليوم على موعد مع لحظة حاسمة، إحاطة ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة أمام مجلس الأمن لن تكون مجرد استعراض دبلوماسي عابر؛ إنها إمّا أن تفتح باب الحل الحقيقي، أو تُسدل الستار على دور بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، معلنة وفاتها السياسية.
الليبيون سئموا الإحاطات التي تعيد إنتاج الأزمة بدل حلها، وتوزيع المواعظ بدل رسم خارطة طريق واضحة. لقد بات واضحًا أن الأزمة الليبية لا تُحل بتقاسم المناصب والحقائب، بل بمواجهة القضايا الخلافية الجوهرية وجهاً لوجه: منصب رئيس الدولة؟ السلاح؟ الحكم المحلي وإدارة دخل البلاد؟ المواطنة؟ الخطاب الديني؟
المواطن الليبي لم يعد يملك رفاهية الانتظار. الانقسام المؤسساتي، الفساد المتجذر، والانهيار الاقتصادي ضربوا أساس الحياة اليومية، حتى باتت لقمة العيش معركة بحد ذاتها. وكل تأخير في الحل يعني مزيدًا من المعاناة، ومزيدًا من الانهيار الذي قد يصبح غير قابل للإصلاح.
البعثة الأممية أمام تحدٍّ تاريخي: إما أن تكسر دائرة العبث السياسي وتطرح خطة واقعية تقود إلى بناء الدولة، أو أن تعترف بفشلها، تاركة الليبيين يواجهون مصيرهم وسط فراغ سياسي إقليمي يزداد اشتعالًا. فالمنطقة كلها في حالة غليان، وأي تأخير في استقرار ليبيا لن يبقى أثره داخل حدودها، بل سيتسع ليهدد أمن الإقليم برمته.
الإحاطة القادمة ليست مجرد تقرير روتيني؛ إنها ساعة الحقيقة. فإما أن تُدق أجراس البداية نحو حل حقيقي، أو يُكتب على مسار الأمم المتحدة في ليبيا شهادة وفاة، ويُطوى ملفها كصفحة أخرى من صفحات الفرص الضائعة”.